عتال و حارس ملهى

تم نشره الأحد 12 نيسان / أبريل 2009 12:13 مساءً
سميح المعايطة

عندما تبحث عبر الانترنت عن السيرة الذاتية لوزير الخارجية الصهيوني ليبرمان تجد ان مما نشرته الصحف الصهيونية ان هذا المتطرف الذي يثير القلق في عالمنا العربي وحتى الغرب قدِم مهاجرا روسيا الى فلسطين المحتلة وان اول مواقعه انه كان عتالا في مطار بن غوريون ثم عمل بعد ذلك حارسا في احد الملاهي الليلية مهمته الاساسية توفير الحماية والامن لرواد الملهى ولبائعات الهوى وبنات الليل في النادي الليلي.

 ويوصف ليبرمان ايضا بانه رجل المهمات القذرة وربما اكتسب هذا من عمله الاهم وهو حراسة العاهرات حتى استطاع ايضا ان يمارس المهام القذرة في الحياة السياسية فاصبح رمزا لفئات من سكان كيان الاحتلال وهو ايضا يوصف بانه صاحب لسان قذر وسليط , وهو اليوم مع حزبه "اسرائيل بيتنا" بيضة القبان في الحياة السياسية الصهيونية وهو قائد الدبلوماسية الاسرائيلية.

وما فعله العتال وحارس الملهى حتى الان انه فرض صمتا قلقا واعاد تقييم اكثر من 30 عاما من مسيرة التسوية منذ كامب ديفيد وحتى اليوم, وهو يعلن ان المفاوضات مع الفلسطينيين وصلت طريقا مسدودا وانها غير مجدية, ويرفض اي تدخل خارجي في العملية التفاوضية, ويعلن ان السلام يجب ان يقوم على مبدأ "السلام مقابل السلام" اي وفق المثل الشعبي "خذ عباتي وسلمني" وعلينا ان نتخلى كعرب وفلسطينيين عن كل الحقوق مقابل ان تسكت عنا اسرائيل وان نضمن توقف العدوان.

ومنطق ليبرمان يجعل من رئيسه نتنياهو معتدلا وهو يتحدث عن سلام اقتصادي اي تسوية تحقق منافع اقتصادية لان العتال السابق يريد سلاما مقابل سلام, لكن المهم ان هذا الصهيوني استطاع ان يحتل لحزبه مكانا مهما في انتخابات الكنيست الاخيرة لانه خاطب الاسرائيليين في امر يحبونه وهو تطرف يخاطب الحاجة الدائمة للتخلص من الخوف, ولهذا فهو يطالب بطرد العرب من اسرائيل, ويسعى لدولة صهيونية نقية من العرب, وهذا الامر ليس مرتبطا فقط بالتهجير بل بقضية كبرى لدى الاسرائيليين اهم من السلام وهي التركيبة السكانية لدولة الاحتلال التي ستصل بعد سنوات الى نسبة متساوية بين العرب واليهود, وهذا هو الخوف الكبير لدى الاسرائيليين وهو الدافع لمزيد من التطرف ولمزيد من الحديث عن دولة يهودية خالية من العرب.

منذ عام 1991 عندما انطلق مؤتمر مدريد وحتى اليوم تعاقبت علينا نحن العرب كل انواع الحكومات الصهيونية من اقصى اليمين وحتى اقصى اليسار, وكلهم نفذوا برامجهم لكننا مثل "الجندي الغفير" لم نغادر موقعنا ورددنا  الكلام نفسه بل اننا قدمنا مزيدا منالاعتدال, لكن الاخر يقدم كل حين زعيما جديدا حتى اصبح ضابط ايقاع المرحلة فكر العتال وحارس الملهى, ونحن صامدون على مواقفنا والعالم لم يعاقب اسرائيل على تطرفها, فتخيلوا لو ان وزير خارجية مصر او السعودية او الاردن او حتى جزر القمر اعلن انه لا يؤمن بالتسوية وان الحل ازالة اسرائيل فماذا سيحدث له ولدولته وماذا سنفعل نحن العرب به!!

وبينما يمارس ليبرمان كل انواع التلاعب بالمسار السياسي للمنطقة انقسمنا نحن العرب بين معتدلين ودول ممانعة لكننا جميعا لم نمارس الا الاعتدال, فالممانعة والاعتدال سلاح لغايات استخدامه داخل البيت العربي, ولهذا يقف الجميع صامتين مع بعض الامل ان يكون تأكيد اوباما على حل الدولتين هو السلاح لمواجهة تطرف العتال وتجبر حارس النادي الليلي.

كما يرفع ليبرمان شعار "اسرائيل بيتنا" يجب ان يرفع الشعب الفلسطيني شعار "فلسطين وطننا وبيتنا" وهو شعار يجب ان يرفعه كل فلسطيني مهما كانت هويته السياسية الطارئة والمؤقتة ونجد مصالحة حقيقية وصدقا في النوايا من الطرفين ونرفع نحن في الاردن "الاردن بيتنا" وليس وطنا بديلا لاي احد, وان الفلسطيني في اي بلد كان ومهما كانت جنسيته المؤقتة يجب ان يبقى فلسطينيا لمواجهة تطرف ليبرمان والسعي لهدر الكينونة الفلسطينية وان الجنسية الفلسطينية هي الهدف الذي يجب ان يسعى له الجميع تحت سقف الدولة الفلسطينية لان هذا هو الرد الحقيقي على السياسات الصهيونية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات