الأردن ومواقفهُ المشرفة ..
ما شاهدناه خلال الأيام الماضية من لقاءات ومشاورات عربية هامة على مستوى وزراء الخارجية العرب وجامعة الدول العربية في عمان ليؤكد دوماً على المكانة المتميزة للأردن ودوره البارز والحيوي في حل جميع القضايا العربية وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد الكثير من الأزمات والتحديات أولها- القضية الفلسطينية- التي يوليها جلالة الملك عبد الله الثاني اهتماما خاصاً والذي يؤكد جلالته بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط ولابد من حلها الذي سينعكس على المنطقة ككل، بالإضافة إلى قضايا أخرى كالاحتلال الأمريكي للعراق، والمحاولة الجادة لإيران بامتلاكها السلاح الذي يهدد أمن المنطقة .
ويأتي هذا التحرك الأردني نظراً للزيارة المرتقبة الهامة للجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر الشهر الحالي بدعوى من الرئيس الأمريكي اوباما، التي ستكون الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى البيت الأبيض ولقاء الإدارة الأمريكية الجديدة، وسيتحدث صاحب الجلالة في هذه الزيارة الهامة عن الكثير من الأمور العالقة التي تشهدها المنطقة ولابد من التعامل مع هذه القضايا بجدية من الإدارة الأمريكية الجديدة على خلاف الإدارات الأمريكية السابقة التي لم تنتج شيئاً سوى الحروب والغزوات، وتتميز هذه الإدارة بأنها تشكلُ تحولاًُ للسياسية الخارجية الأمريكية تتمثل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى السلام، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية من خلال دعوتهم إلى الحوار الهادف والنقاش الفعال، ويأتي مقابل ذلك تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ذات الصفة اليمينية المتطرفة بزعامة نتياهو الذي يتصف بالعنصرية والتطرف الذي يسعى إلى عرقلة مسيرة السلام في هذه المنطقة .
جميع هذه الأمور تدفع بجلالة الملك بأن يقود موقف عربي موحد ينطلق من الأردن يعكس النظرة العربية اتجاه هذه القضايا التي لابد من أن تطلع عليها الإدارة الأمريكية الجديدة وحكومات الدول الغربية وبدعوتهم إلى القيام بدور أكثر حيوية في المنطقة ومطالبتهم بالضغط على الحكومة الإسرائيلية وإجبارها على المشاركة في عملية السلام مع الفلسطينيين الذي سينعكس بالأمن والاستقرار على الإسرائيليين أنفسهم وعلى الفلسطينيين والمنطقة العربية ككل .
وأخيراً وليس أخراً أمنيات التوفيق والنجاح لزيارة صاحب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاه المرتقبة الهامة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى لم الشمل العربي وتوحيد رأيهم ومواقفهم وكلمتهم أمام الإدارة الأمريكية ورؤساء الحكومات الغربية وأصحاب القرار النافذ.