أقاليم... وشائعات...

تم نشره الثلاثاء 14 نيسان / أبريل 2009 04:29 مساءً
خالد الشرفات

مُنذ فترة ليست بالقصيرة بدأ الحديث عن مشروع وطني تنموي عُرف بمشروع الأقاليم ، وارتبط اسم هذهِ الأقاليم بالتنمية ، كما هي العادة في الأردن ودول العالم الثالث ، إذ تربط أغلب المشروعات الجديدة بالموضوع القديم - قِدم الدَول - الجديد حداثة الدَول أيضاً ألا وهو عملية التنمية الاجتماعية ، هذه العملية التي أصبحت مقرونة بكل المشروعات التي يُراد تمريرها سواءً أكانت هناك ضرورة مُلحة لتمريرها ، أو حتى لتسهيل وتجميل حواف الطرق التي تريد أن تسلكها .

لكننا في الأردن وفي هذه الأيام بالذات نشهد جدلٌ كبير ونقاشات مستفيضة حول مشروع هذه الأقاليم ، وقد فسَرت تفسيرات كثيرة ، وأولت تأويلاتٍ عديدة، وصلت في بعضٍ منها حدود انضمام أجزاء من الوطن العربي لمملكتنا الراسخة الحبيبة ، بل وبالتراجع عن قرارات مصيريَة اتخذتها القيادة الهاشميَة منذ سنوات ،وقد أصبح الحديث فيها كالذي" يعصر الجفت طلباً للزيت" ومنها مثلاَ: موضوع إعادة الارتباط بالضفة الغربيَة ، وإعادة الحكم الهاشمي للعراق، وضم أجزاء من الرمادي العراقي،،هذه الهذيانات تقودنا إلى مجموعة من الاعتبارات لا بدَ من الوعي بها:-

أولاً:- يبدو أن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يقود سفينة متطوَرة تسبق مجموعة من الزوارق رديئة الصنع، في محيط لُجِّي ، وأمواجٍِ عاتية،.... بمعنى أن جلالته يفكر بمناخات إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تثبيت أركان الدولة الأردنيَة ، وتضعها على مضمار التطوَر و التقدَم، وفي خانتها الصحيحة بعيداً عن الانحراف و الدخول في خانات أخرى لا مصلحة لها إلا وضع العصيَ في الدواليب، بمعنى أخر أن جلالة الملك يفكر بمتوالية متقدمة تسبق من هم من حوله: كالحكومة، والموظفون الكبار، والمستشارين، وحتى قادة الرأي ونخبنا المثقفة .

وبذلك فإن مشروع الأقاليم كغيرهِ من المشروعات التنموية الأردنيَة الكثيرة هدفه الأول تنمية وتقدم هذا البلد ،وهو أحد الأمثلة الكثيرة على أسبقية تفكير وتخطيط جلالته ، واستشراف المستقبل، قبل وزارات التخطيط، والتنمية ، والنقل وتطوير القطاع العام، والتنمية الإدارية......

ثانيا:لا يمكننا التوقع أو التحسَب بأي شكل من الأشكال بأن هذا المشروع يُراد منه سوءاً لهذا البلد، فهو توجه ملكي سامي وإستراتيجيَة وطنيَة يقودها جلالة الملك، فهل يُعقل أن يوجهنا الملك لسوء يُراد بوطننا.

ثالثاً: على كل المشككين والمتخاذلين، والمتقاعسين عن العمل أن يكفَوا عن إطلاق تلك الهذيانات السخيفة حول هذا المشروع الريادي الذي يُراد منه خيراً عميماً لهذا البلد، فقد سأمنا من التحليلات الخياليَة، والغير واقعية .

رابعاً: علينا أن لا نذهب بعيداً، فالذاكرة لا تزال تختزن تلك المشروعات الوطنيَة الرياديَة وما أطلق حولها من تكهنات كثيرة، وتحليلات ساذجة أبعدتها عن هدفها الرئيسي، وفي كثير من الأحيان عرقلة سيرها، سواء لفترات طويلة أو بشكل نهائي: وهنا نذكَّر ببعضها:

1. مشروع تطوير المدينة الطبيّة، التأويل: بيع المدينة الطبيَة.

2. مشروع تطوير ميناء العقبة، التأويل: بيع ميناء العقبة.

3. إشاعة تفريغ ونقل مقر القيادة العامة، التأويل: بيع هذا الصرح لجهات استثمارية عربيَة.

4. مشروع ناقل البحرين، التأويل: لخدمات تقدمها الأردن للكيان الصهيوني.

5. مشروع الخيار الأردني،التأويل :لإغلاق ملف القضية الفلسطينية، وتعويض الأردن بمليارات الدولارات.

6. مشروع جرَ مياه الديسي، التأويل : وجود قوة داخلية وخارجية لها مصلحة بعدم نجاحه.

7. مشروع عودة الحكم الهاشمي للعراق، التأويل:لإعادة سيطرة أمريكا بشكل شرعي على العراق.

8. مشروع عودة الارتباط بالضفة الغربيَة، التأويل: لعودة الحكم الهاشمي للضفة وقبول مبدأ الأرض مقابل السلام وإرضاء الهاشميين.

9. مشروع استخراج الزيت  الصخري، التأويل : لأنه لايخدم مصلحة بعض الطبقات المتنفعّة.

10.مشروع القطار الخفيف بين المحافظات، التأويل: خلافات بين كبار المستثمرين على منافع شخصيَة.

11 . إشاعة الخروج التلقائي للبترول في بعض مناطق المملكة .

خامساً: يجب على حكومتنا أن تسير بخط متوازي مع الأفكار الملكيَة وأن تفهم بعمق ما يقصده الملك ويتم تنفيذه بشكل سليم بعيد عن التأويلات والشائعات، وأن لا يبقى المشككين والمتخرصيين يأولون على أهواءهم، ويشغلوننا بها .


الجامعة الهاشمية



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات