جلالة الملك اوضح ولم يترك قولاً لمستزيد

بعد الذي قاله جلالة الملك، للنخبة من اصحاب الرأي والمفكرين، والساسة، في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، لا مجال لمستزيد في فهم طبيعة الصراع في الشرق الاوسط، ومخاطره وامكانات السلام وآفاقه واثره على المنطقة والمصالح الدولية.
وجلالة الملك، فيما ذهب اليه من توضيحات ومطالب صريحة، بشأن السلام أكد على ان الجهد والتحرك الاميركي السريع والفاعل هو مفتاح الحل في المنطقة، وقوة الدفع لالتقاط عملية السلام من حيث وصلت اليه ودفعها بسرعة للأمام، وبهدف واضح لا لبس فيه وهو احراز تقدم عملي في المفاوضات لانجاز حل الدولتين، وبدون تأخير لتحقيق سلام يلبي حقوق ومطالب الطرفين ويقيم التعايش والقبول في المنطقة.
وبثقة تعكس الموقف العربي الجماعي الذي يعبّر عنه جلالته أكد جلالة الملك ان المبادرة العربية اهم ما طُرح من مبادرات ومقترحات السلام، في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، لانها تفتح باب السلام والتعايش بين اسرائيل والعالمين العربي والاسلامي.
وقد دعا اسرائيل التي تجاهلت هذه المبادرة طوال سبع سنوات، الى ان تقرر الى اين تتجه في المستقبل، وان تختار بين السلام وبين القلعة المسلحة المغلقة التي رهنت شعوب المنطقة للمواجهة والحروب والاخطار. فقد اختار العرب السلام وعليها ان تحدد خياراتها.
وفي لهجة حازمة، يؤكد جلالته ان ما تطرحه اسرائيل الآن من عقبات وشروط هدفه اعادة عقارب الساعة الى الوراء لتقويض عملية السلام كما في كل مرة طُرحت فيها مبادرة للسلام. كما ان احلال التنمية الاقتصادية محل السيادة والدولة الفلسطينية يعبر عن تمسك اسرائيل بالاحتلال ورفضها اعطاء الفلسطينيين حريتهم وحقوقهم في اقامة دولة مستقلة على ارضهم.
ولهذا طالب جلالته بالتزام اميركي واضح لا لبس فيه ولا غموض ولا تأخير بحل الدولتين لانه الحل الوحيد الممكن لانهاء الصراع في المنطقة.
كما اوضح جلالة الملك ان اسرائيل تريد مباحثات بلا نهاية وبلا جدوى، مما يدخل المنطقة في متاهة مبادرات جديدة تُقطّع الوقت وتبدد الثقة في جهود السلام وتخدم التطرف في المنطقة مذكراً بان عناصر الحل في الشرق الاوسط معروفة، وهدفها واضح وهو حل الدولتين، واجندة المفاوضات متفق عليها والتسوية عندما تتحقق، قطعاً ستخدم حقوق ومصالح اطراف النزاع العرب واسرائيل، وتعزز المصالح الاميركية والدولية ومصالح شعوب المنطقة على حد سواء.
لقد وضع جلالة الملك الموقف الاميركي على المحك قائلاً لا يحتمل السلام التأخير، فالتأخير يخدم التطرف والمتطرفين فهذا هو وقت الشراكة والشجاعة والاقدام والفعل وتحمل المسؤوليات الجسام لقيادة المسيرة نحو السلام.
ولم تغب القدس عن اهتمام جلالته، فقد حثّ الاطراف الاميركية على انهاء الاحتلال، وما ترتب عليه من توسع في اراضي الفلسطينيين، ومن توسعٌ واستيطان حول القدس ليقوم السلام على سيادة وحرية الفلسطينيين في دولتهم وارضهم وعلى تحقيق القبول والأمان لاسرائيل.
لأن الصراع الاسرائيلي كما اكد جلالة الملك يعتبر الصراع المركزي في المنطقة والذي يتداخل مع كافة الصراعات في الاقليم، وحله بشكل عادل كفيل بتحجيم وعزل الاخطار الاخرى بما فيها التطرف والارهاب ووضع المنطقة على طريق التعايش والاعتدال والازدهار وبناء مستقبل خال من الصراعات والحروب.