ما العمل ؟!

المشهد ضبابي غامض يثير الحيره والقلق وربما الرعب..
ندخل لب الموضوع مباشرة بلا مقدمات وبلا لف او دوران، بعدما استمعنا الى كلمة نتنياهو الموجهة الى مؤتمر \\\"ايباك\\\" تحدث فيها عن استعداده لبدء مفاوضات مع الطرف الفلسطيني وليس استئناف المفاوضات من حيث توقفت... كما انه تجنب الاشارة الى الدولة الفلسطينية واكتفى بالاشارة الى استعداد اسرائيل للتفاوض على ثلاثة مسارات، سياسي وأمني واقتصادي!!
باختصار نتنياهو، ومن سبقه، ومن سيخلفه لن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار جريء يعترف بالدولة الفلسطينية وكل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها عودة اللاجئين والقدس والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 .. فالاسرائيليون يريدون منح الشعب الفلسطيني ما هو اكثر من الحكم الذاتي واقل من الدولة وهو ما يعرفه الامريكيون ويتحاشون الاشارة اليه بصراحة في احاديثهم حول عملية السلام على المسار الفلسطيني!!
لذلك نقول ان الواقع الاسرائيلي المتطرف لن يقدم حلاً مقبولاً ولن يقبل الاسرائىليون بحل عادل وشامل، هذا ما يؤكده ما يحدث على ارض الواقع في الاراضي المحتلة، حيث تنشط حركة الاستيطان وعزل القدس عن باقي الاراضي الفلسطينية.
كذلك يجب ان نعترف ان الواقع الفلسطيني الحالي وعاجز عن تحقيق اي تقدم او مكسب للشعب الفلسطيني، وهذه السلطة عاجزة عن انتزاع حقوقها بالمفاوضات او بأية وسيلة سياسية اخرى، واعتقد انها وصلت الى طريق مسدود، ولكنها لا تريد ان تعترف بالواقع وستواصل القاء اللوم وتبعات المرحلة على الاخرين.
والواقع العربي ايضاً لن يسعف الحال، وقد نجحت اسرائيل بتحييد او تجميد مبادرة السلام العربية ووضعها على الرف، وأزيد على ذلك فُاقول ان الدول العربية مجتمعة غير قادرة على ممارسة اي ضغط على اسرائيل او غيرها، ولا ابالغ او اتجنى على الحقيقة عندما اقول ان الدول العربية فقدت كل خياراتها وليس لديها ما تقدمه للقضية الفلسطينية او للشعب الفلسطيني في صراعه من اجل البقاء على ارضه وفي دياره.
واخيراً يجب ان نكون على يقين بان الولايات المتحدة بواقعها الجديد وادارتها الجديدة وازمتها الكبرى لا تملك القدرة على لعب دور حقيقي وجاد، او رعاية »لعبة السلام« في المنطقة .. والذين يأملون او ينتظرون ان يأتي الترياق من امريكا المأزومة او اوروبا المنافقة فهو واهم وسيظل بانتظار غودو الذي لن يأتي!!
لذلك يجب ان نطرح السؤال الكبير الاخير: ما العمل ؟!
العرب اليوم