قيادة التوجه وصناعة المنجز

بعد ما قام جلالة الملك عبدالله الثاني بشرح وتقديم المبادرة العربية للسلام واستطاع ومن خلال لقاءاتة المتعددة في واشنطن للانتصار لرسالة السلام والحق التي يقودها ، ان يبلور حالة اسنادية جديدة للقضية الفلسطينية ومشروع الدولتين ، عاد جلالة الملك ومن وحى حرصه على تعظيم المساحات الايجابية في بناء منجز الحق والامن للعمل على ايجاد البيئة التي تكفل الوصول بالمبادرة العربية للسلام الى اهدافها والتي تمثلها اقامة الدولة الفلسطينية وعودة الحقوق العربية وايجاد حاله طبيعية بين بلدان المنطقه قائمه على الاحترام والتعايش السلمي والعمل التنموي المشترك .
جلالة الملك الذي كان قد استقبل في واشنطن باستقبال رسمي حافل استثمر درجة المصداقية العالمية والشعبية الكبيرة التي ينطلق منها في تبيان وبيان حالة الاوضاع في المنطقه ورسم الخطوات الرئيسية التي يمكن للادارة الامريكية وكما المجتمع الدولي تقديمها لرفع الظلم وتخفيف المعاناه عن الانسان الفلسطيني في الضفه الغربية كما في غزه وبما يتطلبها من خطوات ملموسه تجاه رفع الحصار وتحسين المستوى المعيشي للاهل في الضفه الغربية والشروع بتنفيذ مستجدات القرارات الدولية لاقامة الدوله الفلسطينية ودعم المصالحه الفلسطينية لما لهذه العوامل من اهميه في إيجاد مناخات سياسية يمكن البناء عليها
وبناءاً على ما تقدم بدات المنطقه تشهد تحركا دبلوماسيا لافتاً على الصعيد الدبلوماسي السياسي ، وبدات امور الحلحله تخطو خطوات سريعه باتجاه عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات وبمشاركة حثيثة من الادارة الامريكية والتي اكد فيها رئيس طاقم البيت الابيض رام عما نويل امام مؤتمر ايباك تمسكها بحل الدولتين عندما قال ً هذه لحظة الحقيقية لاسرائيل والولايات المتحدة ملتزمة مبدأ حل الدولتين ً بينما ذهب جوبايدن نائب الرئيس الامريكي واقفا بحزم لوقف التوسع الاستيطاني ومؤيداً حل الدولتين بينما بدأت الادارة الامريكية وفي نفس السياق تعد العدة وتهيئ الاجواء لزيارة الرئيس اوباما للقاهره في الرابع من حزيران القادم من خلال ايجاد صيغه يعمل علي تنفيذ مشتملات جميع الاطراف ويلتزم بأطر بنودها المجتمع الدولي على ارضية المبادرة العربية للسلام والقرارات الدوليه ذات الصلة ، وان كان هذا التوجه العالمي يتحدث عن ترتيبات جديدة في بعض جوانب هذه المبادرة لكنها قائمة على اللالية والكيفية وليست بعيدة عن الاطار العام الجامع التي جاءت به هذه المبادرة التاريخية باهدافها الاستراتيجية والتي تمثلها عودة الحقوق واقامة الدولة والعيش المشترك ، فالمبادرة العربية والدبلوماسية التي قدمتها اثبتت اهمية الحراك السياسي الموصول والمفيد في ايجاد نتائج مثمره على ارض الواقع ينتظر بلورتها كصيغه تنفيذية اذا ما قامت الاطراف الداخلة في العملية التفاوضية والمشاركة والداعمه لهذا التوجه والنهج باستثمار الحاله السائده والعمل على الشروع بتنفيذ بنودها حتى تتحقق معادلة الاستقرار والتسوية.
ولعل تلبيت البابا بندكت السادس عشر للدعوه جلالة الملك عبدالله الثاني وان كانت دينيه في توجهها وانسانية في طابعها لكن يحمل توقيتها دلالات سياسية هامه في ترسيخ قواعد العيش المشترك وتعزيز منهاج التسامح الديني وترسيخ قيم ومبادئ ومرتكزات السلام وسيما وان قداسة البابا كان قد ناصر مؤتمر دربن الثاني باستخلاصات ونتائجه وكما حرص ان تكون لزيارة السلطه الفلسطينية عند مخيم اللاجئين وبمحاذة الجدار الامني العنصري ،وهكذا سيكون اللاجئون الفلسطنيون والجدار الديكور لمظالم الاحتلال وهي ستكون بمثابة رساله نصره لصالح التعايش الدين والحضاري في منطقة ام الحضارات الانسانية وهى ذات الرسالة التي كان قد دعا لها جلالة الملك في واشنطن العمل على ترسيخ نهجها واسسها لتكون منسجمه وطبيعة متغيرات حالة العولمه السائده .
ولم تقف الدبلوماسية الاردنية عند هذا الحد بل حرص جلالة الملك على مشاركة الاشقاء في سوريا في مجريات الاحداث لتوسيع دائرة الدعم والاسناد لصالح الرسالة السامية التي تهدف الى ترسيخ معاني وقيم العادله والحق وتعزيز حالة الامن والاستقرار للمنطقة وشعوبها على قواعد تحفظ الاهداف الرئيسية التي انطلقت من اجلها المبادرة العربية التاريخية للسلام ، فالدبلوماسية الاردنية التى تعتبر ترموميتر الحراك السياسي في المنطقه كما وصفها بعض السياسيين تقود توجه جديد يقضي بعودة العملية التفاوضية الى زخمها السياسي على منطلقات قويه اجمع عليها العالم العربي والاسلامي وايدها العالم لتحدث المأمول المستهدف وتصنع المنجز .
الامين العام لحزب الرسالة