نفخر بما تحقق!

نعم، نكون جزءاً فاعلاً في المنطقة، ونكون جزءاً من العالم. فاختيار الانطواء على فقرنا، وتخلفنا وقلة حيلتنا على اساس اننا نمسك ''بالثوابت'' و''نقاوم'' القوى الاجنبية ''ونمانع'' النفوذ الاميركي او الاوروبي الا اذا قبل افتراس الضعيف من العرب.. هو اختيار العاجز الذي لا يعرف ما الذي يدور في هذا العالم، والذي لا يملك الارادة والثقة بالنفس ليكون جزءاً فاعلاً منه!!.
ما الذي يدفع الاردن الى احتواء مؤسسة مثل المنتدى الاقتصادي الدولي بانعقاده على ضفة البحر الميت الشرقية؟ سؤال نعرف الاجابة عليه لاننا نعرف لماذا!! اما الذين يقلبون حواجبهم، ويرفعون اكتافهم، ويعتقدون أننا نروّج ''للاعداء''، ونحتضن ''المؤامرة'' على العرب، فلهم ذلك. لاننا اخترنا ان نكون جزءاً فاعلاً في المنطقة وجزءاً من العالم. واخترنا ان نتجاوز المفازة دون الالتفات الى المنبطحين عقلاً، وخلقاً، وجسماً. فالنهوض القومي الحضاري لا ينتظر المنبطحين. والعالم لن يغير شكله لارضائهم!!.
نعم نحن نذهب الى واشنطن وطوكيو وبرلين بعد دمشق والقاهرة والرياض.. فنحن نملك التصور والارادة والايمان بأن قضايانا تستحق المسعى الديناميكي القوي، ونحن نملك العقل والخلق وهما المؤهل لحمل رسالة الامة في فلسطين وغير فلسطين، ونملك المشروع النهضوي للاردن فنستفيد من المتاحات الدولية الاقتصادية والسياسية. فالعالم ليس جمعية خيرية للقاعدين. والعالم ليس جباناً ليخضع للارهاب، والتخويف!!.
لقد اصبح الملك عبدالله الثاني نجماً في السياسة الدولية لأنه يتعامل مع العالم بحرفية ونزاهة ويملك الاجابات الواضحة والصريحة. واصبح الاردن نموذجاً لكيان سياسي لم تعطه الطبيعة ثروات النفط والذهب والماء، فاختار ان يأخذ مكاناً بين شركاء التقدم والازدهار والرفاه، بقدراته البشرية، وبخياراته السياسية والاقتصادية الصائبة.
لم يساوم الاردن على قضايا امته ليشتري ويبيع. فالاردن كان اول من احتمل الكوارث القومية في فلسطين والعراق والكويت وكل بلد عربي تعرض للعدوان.
ولم يجعل الاردن من ارضه قاعدة اجنبية لضرب حركات التحرر الوطني، وضرب القوى العربية الحية والمصالح العربية. ولم يقدم الاردن مصلحة اية قوة دولية او اقليمية على مصالح اشقائه. وانما اختار الحرية والعروبة واقام مع القوى الدولية والاقليمية جسوراً واضحة وقوية لخدمة نفسه وخدمة اشقائه!.
نفخر بحركة القائد، ونقف وراءه وحوله، ونفخر بما انجزه بلدنا، وبالخدمة التي نقدمها لاهلنا واشقائنا.
الرأي