كوميديا سوداء!!

بانقسام فتح على نفسها في قضية التشكيل الوزاري لحكومة سلام فياض، فإنّ الفلسطينيين لم يعودوا اثنين: فتح وحماس. وانما اصبحوا ثلاثة او اربعة او خمسة فهناك الشعبية الاهلية، والشعبية القيادة العامة، وهناك اكثر من فتح في دمشق. وهناك حزب الشعب الفلسطيني، وهناك فدا، وهناك الديمقراطية.. اسماء كثيرة، بعضها موجود وينقسم، وبعضها مجرد اسم ومكتب وعجوز يحضر اجتماعات!!.
هي صورة غير كاريكاتورية وغير فكاهية، وقد لا تستدعي البكاء، لكنها حقيقية. ومع ان اعداءهم يتألفون من اكثر من عشرين حزباً صهيونياً ودينياً، الا انهم يتسابقون على قتالنا، فيما نحن نتسابق على قتال بعضنا!!.
لقد حمّلت دائرة المخابرات المصرية التي ترعى حوار فتح وحماس، الطرفين خطورة عدم الاتفاق خلال الاسبوعين القادمين. ومع اننا لا نعرف ما الذي سيترتب على عدم الاتفاق، الا اننا الان امام فتحين لا فتح واحدة فما الذي سيحدث، خاصة وان قيادات فتح لم تتفق على مكان انعقاد مؤتمرها.. بعد عشرين عاما من انعقاد آخر مؤتمر.
كل هذا في الوقت الذي اصبحت فيه الدولة الفلسطينية في وضع مفصلي. تكون الدولة المستقلة القابلة للحياة، او كيان حكم ذاتي داخل جدران الامن الاسرائيلي.
ونقول لاخواننا في فلسطين: لا يمكن لباراك أوباما أو الرباعية أو القمة العربية والاسلامية أن تعطيكم وطناً فلسطينياً حراً مستقلاً، إذا لم تأخذوه بوحدتكم، ونضالكم، وتعاليكم على الأموال الحلال والتكاذب القومي، واوهام الانتصارات الدينية!!.
لرام الله حكومة كاملة الآن، ومن المؤكد ان حكومة إسماعيل هنية ستتكامل في هذا الاسبوع. وربما اجتمع نواب المجلس التشريعي من فتح واعلنوا ان حكومة سلام فياض غير شرعية، او انها لا تحوز حتى ثقة.. نواب فتح/الاقلية!!.
ترى كيف يمكن لاي ذكي في علم المستقبل ان يدلنا على نهاية هذه الكوميديا السوداء؟!.