صورة الاستقلال في عيون الأردنيين

يتفيأ الأردنيون والأردنيات في هذه الأيام في ظلال الذكرى الثالثة والستين لاستقلال مملكتكم الفتية وهم ينعمون بالأمن والاستقرار ونعمة التقدم والديمقراطية ، ويستلهمون من رؤى قيادتهم الهاشمية معاني الولاء والانتماء ويواصلون مسيرتهم الظافرة الممتدة بين زمان إقامة الدولة زمن البدايات وزمان الاستقلال والاحتفال والوفاء لذكرى الاستقلال للوطن الأجمل والأغلى.
يحفظ الأردنيون في عيونهم وفي ذاكرتهم أبهى الصور لاستقلال وطنهم ، منذ أن أطلق الأحرار من بني هاشم صيحة الثورة العربية الكبرى وحتى إقامة الدولة الأردنية ثم الاستقلال. يستذكر الأردنيون تضحيات ملوك الهاشميين من أجل إقامة هذه الدولة العربية وفي الدفاع عن فلسطين وفي سبيل وحدة الأمة العربية. يستذكر الأردنيون الأوائل من الأباء والأجداد البدايات الصعبة لدولتهم والتفافهم حول ملوك الهاشميين وأمرائهم عندما دخلت سراياهم هذه البلاد ووطئت خيول الفرسان الشجعان من الجند ترابها لتحرير هذه الأمة.
لم يكن الاستقلال يوماً واحداً تم فيه توقيع وثيقة الاستقلال ، بل أنه الزمان كله الحافل بالتضحيات وتقديم الشهداء. والاستقلال اليوم تعبير عن الإنجازات التي تمت في حقبة عمر الاستقلال وتجديد للبيعة. للاستقلال صور عظيمة في عيون الأردنيين ، عندما تفتح كتاب الاستقلال ونقرأ صفحات مضمخه بالطيب والكبرياء وعزم الرجال الأحرار الذين جمعتهم عباءة الثورة العربية.
نستذكر الملوك الهاشميين وقد صنعوا استقلال هذا الوطن وهم في مقدمة الجند وكتائب البواسل من الجيش العربي. نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال وما قدمه هذا الوطن وقيادته وشعبه من تضحيات من أجل فلسطين ، فامتزج دم الشهيد الملك عبدالله الأول بتراب القدس وارتوى ثرى فلسطين بدماء الشهداء من الجيش العربي وعانق الشهيد الشهيد على أسوار القدس وقرى ومدن فلسطين.
ومع التضحيات والتحديات واصل الأردن مسيرة البناء في عهود ملوك الهاشميين فأقاموا دولة عمادها العدل والقانون. وقامت المؤسسات الوطنية والمنشآت والمرافق العامة. وبالرغم من شح الموارد استطاع الأردن أن يواكب التقدم في مجالات التربية والتعليم والصناعة والتجارة. وتجاوز الأردن آثار النكبة والحروب والهجرات القسرية المتلاحقة. وحافظ على زخم التنمية وسيادة القانون والأمن والاستقرار.
وفي عهد الملك عبدالله الثاني ، استمرت المسيرة وتعاظمت إنجازات الاستقلال. فتح الملك الشاب نوافذ الاستقلال على قرن جديد من المعرفة وعالم غني بالفرص. حافظ الأردنيون على عهد الولاء وعلى المبادئ ، فهم مع قيادتهم ومع أمتهم العربية وما زالوا على الوعد مع فلسطين وشعبها. واصل الأردنيون مسيرتهم خلف ومع قيادتهم واقتحموا بوابات العصر الجديد وتماهوا في قدراتهم مع العالم المتقدم وما زال جيشهم العربي بجاهزيته العالية وسراياه وكتائبه وفيالقه الحصن المنيع للوطن المتربص بأعدائه السند لأمته العربية.
يقف الأردنيون والأردنيات اليوم في حضرة حامي الاستقلال في ذكرى الاستقلال لوطنهم الغالي ، وهم يرددون قسم الولاء ويجددون البيعة للملك الشاب وارث الثورة العربية الكبرى ويردد البدوي في الصحراء والريفي في القرية والحضري في المدينة أهزوجة الولاء والحب: عبدالله يا عقيد القوم راعي "الهدلى" الهاشمية.
وبعد ، سيبقى الأردنيون والأردنيات على عهدهم ووعدهم لقيادتهم الهاشمية ولوطنهم حتى يكون الوطن الأقوى والأبقى. وكل عام وقائد الوطن والوطن بألف خير.
الدستور