شائعات الصيف.. والسياحة

اعتاد الاردنيون مع بداية كل صيف خلال السنوات الخمس الماضية، ان يتناهى الى مسامعهم شائعات كانت ترعبهم، لجهل اغلبهم باهدافها.
فمع نهاية شهر ايار وبداية حزيران من كل عام، تتسارع ألسنة الطابور الخامس في الترويج لشائعات خطف الاطفال لبيع اعضائهم البشرية وتلوث المياه وغيرها من الروايات المختلقة التي تحركت الاجهزة المعنية لمواجهتها، ونجحت في كبحها، بتقديمها المعلومة الامنية الدقيقة.
وفيما تواصل الاجهزة الامنية السيطرة على قصة اختفاء الطفل ورد الربابعة وقيادتها بعيدا عن حرب الشائعات، الا ان البعض انساق وراء ما تختلقه جهات خارجية، على امل زعزعة ثقة الاردنيين بانفسهم، والوصول الى مصالحهم الاقتصادية والسياسية من وراء اكاذيبهم التي يروجون.
والمعروف ان ثقة المواطن الاردني بمؤسساته الامنية هدف استراتيجي للمتضررين من شيوع السلام في المنطقة. اما الذي لا يعرفه الجميع، ان ضرب النشاط السياحي الذي تشهده البلاد منذ ثماني سنوات، بات اولوية لمافيات سياحية مجاورة تسعى الى تعظيم ارباحها واستثماراتها على امن الاردن واستقراره.
فالاجواء الآمنة والمستقرة التي يعيشها الاردن مقارنة مع دول في المنطقة تفتقد الى هذه الميزة وتمتلك منتجات سياحية منافسة، غدت مصدر جذب للسياح العرب والاجانب بدليل نمو الايراد السياحي الذي زاد عن مليار ومائة مليون دولار العام الماضي.
ولان هذا النمو اثر على استثمارات سياحية في تلك الدول، اعتادت ان تظفر بحصة الاسد من الموسم السياحي الصيفي كل عام، فان اصحابها الذين وقفوا خلف ترويج اكاذيب تسيء الى الشعب الاردني مطلع العام الحالي، يواصلون اليوم بث سموم شائعاتهم من خلال اقلام مرتزقة في الخارج تدفع الى استغلال احداث امنية عادية لتضخيمها على امل ثني السياح من زيارة الاردن والتمتع بمنتجاته السياحية وامنه واستقراره.