من قتل ياسر عرفات؟

تم نشره الثلاثاء 14 تمّوز / يوليو 2009 01:28 صباحاً
من قتل ياسر عرفات؟
ماهر ابو طير
يفجر فاروق القدومي قنبلة مدوية عبر تصريحاته في "عمان" ، التي قال فيها ان محمود عباس ومحمد دحلان ، عقدا اجتماعا مع مسؤولين اسرائيليين ، تم فيه التخطيط لتسميم الراحل ياسرعرفات ، واغتيال مسؤولين اخرين من حركة حماس.

حملة الشتائم ضد فاروق القدومي ، من جانب قيادات اوسلو ، ستبدأ ، ولربما يتم تحريض الاردن ضده ، لانه اطلق تصريحاته هذه خلال زيارة الى الاردن ، مسيسا زيارته ، في حين ان مضمون الكلام ، يجب ان لا يمر سريعا ، فالقدومي ، روى تفاصيل ومعلومات ، يتوجب التوقف عندها ، وفتح تحقيق موسع حولها ، وحول وفاة ياسر عرفات ، خصوصا ، ان تسميمه ليس سرا ، فقد رويت معلومات حول التسميم ، من جانب اطباء ، في حين تحفظ الفرنسيون ، على كشف اسرار وفاته ، بشكل كامل.

اهمية كلام القدومي تنبع من كونه قياديا فلسطينيا ، ويعرف كثير من الاسرار ، واذا كان الرجل يعاني في علاقاته مع السلطة الحالية ، من حيث مساحته ومكانته وتمويل نشاطات الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، فان هذه كلها لا تنفي صحة كلامه ، ولا يجوز اتخاذها دليلا على انه يصفي الحسابات مع سلطة اوسلو ، فكلامه خطير جدا ، حول ان القيادة الحالية ، هي التي قتلت القيادة السابقة ، وتسببت بقتل رموز من حركة حماس ايضا ، عبر التنسيق مع الاسرائيليين ، وتصريحاته قد لا تكون جديدة بالمرة ، فمن المعروف ان دحلان وصل الى مرحلة كان يحلم فيها بالاستيلاء على الرئاسة الفلسطينية ، ابان حياة عرفات ، وعداؤه لحركة حماس ، يتجاوز عداء اسرائيل لها.

مصيبة الشعب الفلسطيني ، هي في هذه القيادات التي اخذت وكالة القضية الفلسطينية ، وتاجرت فيها ، خلال عقود ، واثرت ثراء فاحشا ، وتسببت بمشاكل وندوب في العلاقات مع العرب ، من الاردن حيث الاحداث الدموية عام 1970 ، الى ما جرى في لبنان ، من تدخل في شأن داخلي ، والاستغراق في صراعات دموية في الحرب الاهلية اللبنانية ، وصولا الى مشاهد الاقتتال الداخلي في الضفة وغزة ، مرورا بالاف القتلى والجرحى ، وتصفية القيادات ، وتأجير الفصائل لدول عربية واقليمية ، على حساب الشعب المسكين ، الذي صدق ان هؤلاء هم وكلاء قضيته وهمه ، ولم يعرف الا متأخرا انهم جزء اساس من مصيبته اليومية ، وعلى هذا فليس غريبا ، ان نسمع أي قصة ، لان هناك قصصا أكثر دموية ، تدل على ان الرموز والشخصيات ، تاجرت بالقضية الفلسطينية ، من اجل بطاقة مرور عبر الحواجز ، او استقبال حافل في عاصمة ما من عواصم العالم ، او عشاء فاخر من سمك "السلطان ابراهيم" في مطاعم القدس اليهودية.

يعرف القدومي ، ما هو اكثر من ذلك ، وليكن امينا وطاهرا ، وليعلن كل الاسرار التي بحوزته ، دون مجاملة لاحد ، حتى يستفيد من هذه الشجاعة ، التي نرجو ان لا تكون مؤقتة ، او عابرة ، وليصارح الناس ، بالحقائق ، كل الحقائق ، لان هناك من لا يزال يصدق بأن هذه الرموز امينة على قضية فلسطين ، في حين يتم تلطيخ سمعة الحركات المجاهدة حقا ، ومحاولة جرها الى ذات المستنقع الموحل.

شكرا للقدومي ، لكنه لم يقل الا اقل القليل ، مما يعرفه ، ونعرفه ايضا.

m.tair@addustour.com.jo


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات