«المسجد الاقصى» .. خطيئة الخذلان

تم نشره الأربعاء 15 تمّوز / يوليو 2009 12:49 صباحاً
«المسجد الاقصى» .. خطيئة الخذلان
ماهر ابو طير

لم تعد أخبار التهديدات ضد المسجد الاقصى تثير احدا ، بين العرب والمسلمين ، فالمسجد الذي هو أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، يتم مسه يوميا ، فيما يكتفي عرب الالفية الثالثة ، بالادانة والاستنكار.

اذا كان عرب اليوم ، يتفرجون بكل هذا الخزي ، على الاهانات التي توجه للمسجد ، آخرها التخطيط لاقامة حفل فني قربه ، والمخططات الاسرائيلية ، لهدمه واقامة بوابات جديدة ، من حوله ، غير الانفاق ، والحفريات ، فان علينا ان نعترف ان العرب شركاء ، في الجرائم التي ترتكب ضد المسجد ، شركاء بصمتهم وتعاميهم ، وشركاء بترك اهل القدس يعانون ، تحت وطأة الضرائب ، والحصار ، والملاحقة وهدم البيوت ، ومصادرة الاراضي.

عرب الالفية الثالثة ، هم عرب بلا اسلام ، ولا عقيدة ، يصومون ويصلون ، غير ان همتهم ثقيلة ، يريدون ان تحل السماء كل العقد ، فيما هم في فراشهم ، والعربي يهيج ويصفر وجهه ، غضبا ، اذا رمى عابر طريق ، علبة سجائر فارغة في حديقة منزله ، في حين ان بيت الله ، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي هو امانة في اعناق المسلمين والعرب ، لا يثير فيهم سوى بيانات لغوية لا تضر ولا تنفع ، ويتركونه اسيرا ، وفي طريقه للتهويد والهدم ، بل ان الاعلام العربي يتواطأ ، عامدا ، في الاغلب ، فينشر صورة مسجد قبة الصخرة ، عند الحديث عن القدس ، ويغفل صورة المسجد الاقصى ، ليمحوها من الذاكرة ، حتى اذا هدمه اليهود ، بقي لهم البديل النفسي ، أي مسجد قبة الصخرة.

ما الذي تفعله دول عربية كبرى ، يفترض أن لها وزنها في العالم ، وما الذي تفعله اللجان والصناديق والمنظمات ، ما الذي يفعله المال العربي والمال المسلم ، والمال الفلسطيني ، المكدس بمئات المليارات ، واين هي كل الشعارات المطروحة ، والتباكي على القدس ، وهم يتركونها عن عمد لتمضي في طريقها ، المخطط له ، اسرائيليا ، وأمة مثل هذه تفرط في شأن رباني ، كيف ستحمي نفسها ، من المستقبل ، وهي تتفرج بكل بلاهة على تهويد القدس ، وكل ما يجري فيها ، ونكتفي بالدعاء ، يوم الجمعة ، في مساجد العالمين العربي والاسلامي ، هذا اذا تذكر البعض الدعاء.

المسجد الاقصى ليس مسجدا فلسطينيا ، وليس ممتلكا من ممتلكات احد ، هو بيت الله ، وامانة في اعناق العرب والمسلمين ، حتى لا يأتي من يقول ان هذا شأن فلسطيني داخلي ، والاقصى هنا شأن عربي واسلامي ، يتفرج على خرابه مليار عربي ومسلم ، نعم.. مليارعربي ومسلم ، غير قادرين على منع حفلة فنية فاسدة ، جانب المسجد ، وغير قادرين ، على دفع قرش لتثبيت اهل القدس ، في بيوتهم ومحالهم التجارية ، وكأنهم يقولون لهم ، اذهبوا الى جهنم ، ودعونا في حالنا ، ومليار عربي ومسلم ، لو دفعوا قرشا ، لساعدوا اهل القدس ، ولنصروا قضية المسجد ، بوسائل عديدة.

لا يكفي ان نلوم الحكومات والانظمة ، وننام باعتبار أننا بلغنا الامانة وأدينا الرسالة ، فالمسجد الاقصى ، جوهر الصراع اليوم ، على القدس ، والسكوت على ما يجري ، كارثة بحق ، فلا نرى لا حربا ولا سلما ، ولا احتجاجا عمليا ، ونكتفي بالنواح على التاريخ والاطلال ، أو اصدار بيان ، وكتابة مقال ، لتسجيل موقف عابر للايام ، ولعل مراجعة ما تعرضت له القدس خلال الشهور الثلاثة الاخيرة ، تثبت ان الاخطار تزاديت بطريقة مرعبة ، وارتاحت اسرائيل ، وتفعل ما تريده اليوم ، وهي تعلم ان القصة لن تتعدى بيانا غاضبا ، اذا وجد مكانه للنشر اصلا في بعض الاعلام العربي.

لا بد ان نصحو ، على ما يجري ، وان نقف موقفا عميقا ، لاجل المسجد الاقصى ، الذي زدناه هما فوق همومه.. الاحتلال ثم الخذلان ، فأي عرب هم هؤلاء ستقوم لهم قائمة في الارض او السماء ، امام هذا المشهد.

الخذلان أخطر بكثير من الاحتلال.

m.tair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات