نحو تنفيذ مشتملات التفاوض

تم نشره الأربعاء 15 تمّوز / يوليو 2009 09:33 صباحاً
نحو تنفيذ مشتملات التفاوض
د. حازم قشوع

    يبدوا ان حكومة نتنياهو ما زالت تصر على اللعب خارج المناخ الموضوعي العالمي فتارة تتحدث عن اشتراطات لقبول مبدأ حل الدولتين وتارة اخرى تجنح

 لاستخدام يهودية الدولة للهروب من استحقاقات وقف الاستيطان ، وهما الشرطين الاساسين اللذين اشتراطهما العالم للبدأ بمفاوضات جادة وموضوعية للانهاء عقدة النزاع في المنطقة والاستفادةمن المبادرة العربية للسلام والتي جاءت بارضية تاريخية للحل لتعزيز فرص السلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها ، حكومة نتنياهو وان كانت قد وجهت الدعوة للرئيس عباس للعودة الى طاولة المفاوضات في بئر السبع ، بدعوة ما زالت مبتورة ومنقوصة حيث افتقرت للجدية والموضوعية وكما للاشتراطات العالمية فلم تحدد ارضية المفاوضات وكما لم تستجيب لرغبة العالم والعرب بالتأكيد على اسس ومنهاج  التفاوض القائمة على حل الدولتين ووقف الاستيطان ، فبقيت هذه الدعوة تدور في سياق الاعلام والعلاقات العامة التي تريدها الحكومة الاسرائيلية للهروب من حالة  الحصار الدبلوماسي المفروض عليها وتستخدمها للالتفاف على محددات السلام واشتراطات الحل بدون اعلان جدي يذكر .                                            

       ولعل الحكومة الاسرائيلية التي يتراسها نتنياهو ويقود دبلوماسيتها باراك المقبول عالميا لاعترافاته باشتراطات الحل والقواعد العالمية، تعلم جيدا ان العالم بات محدد وموحد في رؤياه ومواقفه تجاه الحل واشتراطاته ، وان استخدام بالون الاختبار والتسويف على المحور الايراني  لن يفيدها في تحويل انظار العالم بالاتجاه الاخر في المعادلة السياسية في المنطقة ، فان حل عقدة النزاع في المنطقة يبدأ من قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة وعودة الحقوق العربية ولا يقوم على الحد من الفاعل النووي الايراني ، الامر الذي يستوجب على حكومة نتنياهو مواجهته باستدراك عميق لطبيعة مجريات الاحداث في المنطقة والعالم الذي دعى فيه سولانا منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل موعد محدد لو لم يتوصل الفلسطينييون والاسرائيليون الى اتفاق فيما بينهم ، على ان يتضمن هذا القرار الاممي ترسيم الحدود وقضية اللاجئين والسيادة على مدنية القدس والترتيبات الامنية ويقبل الفلسطينيون كعضو كامل في الامم المتحدة كما سيتم وضع جدول زمني للتنفيذ بنوده، فان حدث ذلك وضمن اطار البند السابع كما نأمل، فان العالم يبرهن للجميع قدرته على فرض ارادته في تطبيق مشتملات قراراته على جميع الدول ودونما تمييز ويبرهن قدرتها كرافعة تناهض الظلم والاحتلال بكل اشكاله وعناوينه الفاشية العنصرية وكما حرى بكل الدول تفهم وادراك المناخات الايجابية التي يقودها سيادة القانون الدولي بكل مفردات مضامينه وعناوينه ، فان فرض ضوابط التعايش السلمي واحترام التعددية الحضارية والانسانية بين الامم والشعوب هي من ابرز ميزات النظام العالمي وان رفع الظلم على الانسان وانهاء الاحتلال هي من الاهداف السامية التي يسعى العالم لتكريس قواعدها ضمن منهاج الحوار البناء الذي تفرضه قواعد تنفيذية وضوابط واضحة.                                                         

مع دخول العالم كطرف رئيس وضامن للحل تكون الحالة التفاوضية قد انتقلت من الاطار النظري الى الواقع التنفيذي لمشتملات التفاوض ، عن الرغم من عدم الاعلان عن مسارات التنفيذ وكيفته ووسائلة ، لكن ما يقرء في سياق الحراك الدائر وسيما تلك  التي اشار اليها سلام فياض رئيس الوزاء الفلسطيني المطلع تجاه المستوطنات وكيفية التعاطي معها يشير ويفيد ان مشروع التنفيد قد اخذ بالتبلور بضمانه  اممية وارادة عالمية .                                                             

           

     وفي ذات السياق يعكف النظام العربي على تحديد رؤياه وترتيب اوراقه الداخلية كونه طرف اساس في المعادلة السياسية في المنطقة من خلال التأكيد على اشتراطات التنفيذ ومحددات الحل وهو ما بينه جلالة الملك عبدالله الثاني عندما اكد على اهميته حل الدولتين ووقف الاستيطان كونهما السبيل الموصل للحل ، قبل زيارته الهامة لواشنطن وهي الاولى التي يرافقه فيها ولي العهد الامير حسين بن عبدالله بهدف تعزيز فرص الاستقرار في المنطقة وتنفيذ مشتملات الحل على اساس المبادرة العربية للسلام وتهيئة المناخات السياسية التي تحفظ قيام دولة فلسطينية وكما تدعو الى تحفيز دور الولايات المتحدة للمضي بتنفيذ مشتملات الحل وتحديد مسارات التسوية ووضع اطار زمني للتفاوض وتبيان اهدافه وتدعم فرص توصل الفصائل الفلسطينية الى اطار يكفل بناء الدولة، سيما وان العاهل السعودي يقوم بزيارة مهمة الى دمشق يأمل ان تقود لاحداث اختراقات هامة وايجابية للمصالحة فلسطينية تتوحد معها وعبرها الاهداف الفلسطينية تجاه اقامة الدولة الفلسطينية المتصلة والقابلة للحياة ، فالعالم ينظر بأهتمام للزيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن كونه يمتلك رؤية حكيمة وداعمة لرسالة السلام والاستقرار ومناصرة لتقديم مشتملات الحل على منهجية المبادرة العربية للسلام التي يقودها كما ينظر الفلسطينيون العرب لهذه الزيارة والامل يحذوهم ان تدعم المسارات التفاوضية بما يحقق نتائج ملموسة يجنيها الفلسطينيون والعرب والمنطقة في تعزيز فرص السلام والنهوض بمشتملات التنمية فيها.                                                        

  

الامين العام لحزب الرسالة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات