المشاجرات الجامعية

باتت المشاجرات التي تنشب بين الفينة والاخرى في جامعاتنا الاردنية، مصدر قلق على مستقبل العملية التعليمية في البلاد خاصة وان شرارة اغلبها فتاة او سبب تافه تفجر عند البعض عصبية قبلية قاتلة.
هذه المشاجرات التي ظهرت على السطح خلال العامين الماضيين، ليست بالجديدة، فهي موجودة من يوم اصبح هم الجامعات الاردنية سد عجزها السنوي بسبب ارتفاع الطلب على التعليم العالي وتبعياته، وغدا هدف التعليم عند اسر اردنية موضة من اجل التباهي فقط امام الناس.
صحيح ان منح القطاع الخاص رخص استثمار في قطاع التعليم العالي جعل الاردن نقطة جذب لطلبة علم من دول عربية واسلامية، ولكنه في المقابل فتح الباب لفئة ليس في اولويتها الحصول على الشهادة الجامعية، بقدر استعراض نفوذها العائلي.
والحياة الجامعية للذين ينتمون الى هذه الفئة ليست اكثر من نزهة ربما تنتهي بصعود بعضهم الى منصة التخرج، ولكن الظاهر ان الكثير منهم انتهت دراستهم بالفصل او العقاب مع التحويل الى اقرب مركز امني بتهمة اثارة المشاجرات والشغب.
ومن اهم الاسباب التي تجعل هؤلاء يتمادون في الخروج عن سلوكيات الطالب الجامعي، ايمانهم بأن جامعات الاردن الخاصة تحديدا ملك لابائهم. فهم يعتقدون انهم اذا فصلوا من جامعة فان اخريات على استعداد لاستقبال اموالهم قبلهم.
مواجهة هذه الافة تحتاج الى معالجة عاجلة للتشريعات التي تنظم عملية التعليم الجامعي في بلادنا. فعلى المشرع الاردني مهمة تقتضي منه ان يضيف الى قانون الجامعات المطروح حاليا للنقاش تحت القبة، مادة تمنع على اي جامعة استقبال اي طالب مفصول من جامعة اخرى، حتى تتم محاصرة هذه السلوكيات واجتثاثها مستقبلا من صروحنا العملية.
فالذي لا نعرفه ويتم بالكواليس ان قوى سياسية تغذي هذه التوترات في الجامعات من اجل استغلالها في تشويه صورة الاردن انسانيا وسياسيا وديمقراطيا في الخارج وتحريض منظمات حقوقية دولية منها المشبوهة للضغط على الحكومة باتجاه تغيير انظمة وتشريعات وفق ما يتفق مع مصالحها السياسية.