عمان المنصة!

اختار السيد فاروق القدومي العاصمة عمان ليفجر معركته مع محمود عباس وفتح، مع أن المكان المريح للسيد القدومي كان دائماً.. دمشق. لكن عمان عند السيد القدومي حيط واطي يستطيع أن يركب عليه.. فاذا كان لا بد من عتب فالمسؤول الاردني يتحدث عن إحراج الدولة لتصريحات ما كان السيد القدومي يستطيع أن يبيعها في العاصمة السورية أو في القاهرة أو بيروت.. وسبحان الله.
لسنا معنيين بصدقية أو عدم صدقية وثائق القدومي، أو اهداف حملته الاخيرة، فهو مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير، وأمين سر حركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية.. ومن القادة الخمسة التاريخيين. وهو معني اكثر من أي فلسطيني أو عربي في التعامل مع مؤسسته النضالية، ووطنه، والرئيس الذي قضى محاصرا، وغاضباً.. ومختنقاً. فاذا كانت قيادة فلسطينية واسرائيلية واميركية هي المسؤولة عن تسميم الرئيس عرفات، فذلك لأن امثال السيد القدومي لم يكونوا داخل السلطة لحمايتها، ولم يعد الى فلسطينه، واذا كان ياسر عرفات حقق شيئاً.. فذلك لم يكن اتفاقية اوسلو، ولا اعتراف اسرائيل بالمنظمة ممثلاً لشعب فلسطين.. وانما هي عودته الى وطنه ليكون بين الصامدين على ارضهم وليدفع الثمن الذي يدفعون، وليحفف بأظافره، وعقله، وخلقه مكاناً لدولة فلسطين على ارض فلسطين. فالحاج أمين الحسيني لم يعد الى القدس بعد 15 ايار 1948. ولم يعلن دولة فلسطين من القدس ذاتها التي اعلن فيها بن غوريون دولة اسرائيل. واختار الزعامة عن بعد، والقيادة من عاصمة اوروبية تبعد آلاف الكيلومترات من فلسطين.. ثم من القاهرة، ثم من لبنان ثم من العراق. وكذا كان امر احمد الشقيري، فلم يختار القدس مقراً لمنظمة التحرير.. وانما اختار أن يكون جزءاً من الخلافات العربية، وأن يزج بقضية فلسطين في معاداته أو معاداة حلفائه للاردن..
.. عرفات اهميته، إن عاد الى وطنه ليقود من ارضه معركة الحرية. فلا توجد قيادة بالمراسلة.. أو بالتلفزيون أو في الصحف. فهذا نمط من العمل يستطيعه معارض في دولة مستقرة، ووطن قائم. لكن لفلسطين شأنها المختلف. فاسرائيل ليست السلطة، وقتالها ليس معارضة يمكن ان تكون من عمان أو دمشق أو بيروت أو برلين!!.
لا نشعر بالحرج لأن السيد القدومي استعمل عمان منصة لاتهاماته، وانما نشعر بالازدراء لمن يلعب لعبة لا تليق بضيافة الضيف، ولا تليق بالعمل السياسي والتعامل مع قضية كقضية فلسطين!!.