عمان المنصة!

تم نشره السبت 18 تمّوز / يوليو 2009 09:47 صباحاً
عمان المنصة!
طارق مصاروة

اختار السيد فاروق القدومي العاصمة عمان ليفجر معركته مع محمود عباس وفتح، مع أن المكان المريح للسيد القدومي كان دائماً.. دمشق. لكن عمان عند السيد القدومي حيط واطي يستطيع أن يركب عليه.. فاذا كان لا بد من عتب فالمسؤول الاردني يتحدث عن إحراج الدولة لتصريحات ما كان السيد القدومي يستطيع أن يبيعها في العاصمة السورية أو في القاهرة أو بيروت.. وسبحان الله.

 

لسنا معنيين بصدقية أو عدم صدقية وثائق القدومي، أو اهداف حملته الاخيرة، فهو مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير، وأمين سر حركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية.. ومن القادة الخمسة التاريخيين. وهو معني اكثر من أي فلسطيني أو عربي في التعامل مع مؤسسته النضالية، ووطنه، والرئيس الذي قضى محاصرا، وغاضباً.. ومختنقاً. فاذا كانت قيادة فلسطينية واسرائيلية واميركية هي المسؤولة عن تسميم الرئيس عرفات، فذلك لأن امثال السيد القدومي لم يكونوا داخل السلطة لحمايتها، ولم يعد الى فلسطينه، واذا كان ياسر عرفات حقق شيئاً.. فذلك لم يكن اتفاقية اوسلو، ولا اعتراف اسرائيل بالمنظمة ممثلاً لشعب فلسطين.. وانما هي عودته الى وطنه ليكون بين الصامدين على ارضهم وليدفع الثمن الذي يدفعون، وليحفف بأظافره، وعقله، وخلقه مكاناً لدولة فلسطين على ارض فلسطين. فالحاج أمين الحسيني لم يعد الى القدس بعد 15 ايار 1948. ولم يعلن دولة فلسطين من القدس ذاتها التي اعلن فيها بن غوريون دولة اسرائيل. واختار الزعامة عن بعد، والقيادة من عاصمة اوروبية تبعد آلاف الكيلومترات من فلسطين.. ثم من القاهرة، ثم من لبنان ثم من العراق. وكذا كان امر احمد الشقيري، فلم يختار القدس مقراً لمنظمة التحرير.. وانما اختار أن يكون جزءاً من الخلافات العربية، وأن يزج بقضية فلسطين في معاداته أو معاداة حلفائه للاردن..

 

.. عرفات اهميته، إن عاد الى وطنه ليقود من ارضه معركة الحرية. فلا توجد قيادة بالمراسلة.. أو بالتلفزيون أو في الصحف. فهذا نمط من العمل يستطيعه معارض في دولة مستقرة، ووطن قائم. لكن لفلسطين شأنها المختلف. فاسرائيل ليست السلطة، وقتالها ليس معارضة يمكن ان تكون من عمان أو دمشق أو بيروت أو برلين!!.

 

لا نشعر بالحرج لأن السيد القدومي استعمل عمان منصة لاتهاماته، وانما نشعر بالازدراء لمن يلعب لعبة لا تليق بضيافة الضيف، ولا تليق بالعمل السياسي والتعامل مع قضية كقضية فلسطين!!.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات