نحو مواطنة وحداثة

تعتبر التنمية السياسية المنهاج الاساس والامثل لتأصيل قيم المواطنة التشاركية والمسار الضامن الذي يقوم لترسيخ معاني الحرية والمدنية على قواعد تقود لمأسسة المفهوم الديمقراطي التعددي وتحفظ مقومات بناء المجتمع الحديث ضمن اطار سيادة القانون والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والحزبية التي عليها تتكأ عوامل توسيع وتأطير المشاركة الشعبية وصناعة القرار على الصعيد النمائي التنموي بما يقوي المجتمع ويجعله اكثر تماسك ومنعه تجاه اية انزيحات ذاتيه او موضوعية قد تأثر عليه او يتأثر بها ، فالتنمية السياسية بمضامينها وروافدها البنائية قادرة على احداث التغيير المنشود الذي تسعى الرسالة الوطنية الاردنية لاحداثة للانتقال بالمجتمع الاردني نحو مواطنة وحداثة قيمها الحرية والديمقراطية ومرتكزاتها الامن والاستقرار ومرجعيتها القائمة على النظام والدستور وبرنامجها القاضي بأستثمار حالة الامن والاستقرار لتعزيز مناحي الحرية والديمقراطية لتعظيم المكتسبات وصون المنجزات وضمن سياسية تعتمد تراكم الانجاز كوسيلة للوصول بالمجتمع الاردني للمكانة الافضل التي يستحقها بين المجتمعات.
ولما كان الوصول بالمجتمع الاردني الى الدرجة والمكانة المميزة والافضل بحاجة الى رغبة ومقدرة كونهما مفردات الانجاز من قبل صانع القرار والمجتمع ، فلقد اولى جلالة الملك اهتمامه في دعم وتدعيم رسالة وعجلة التنمية السياسية باعتبارها الاساس والجوهر الذي عليه تقوم مضامين التنمية الشاملة بروافدها المتنوعة واكد جلالته وضمن اعلان لا يحتمل التأويل على وجود رغبة عميقة وصادقة من قبل جلالته ضامنة لمنهاج التنمية السياسية الذي يسعى لترجمة وتفعيل مشتملاته على اسس وقواعد تنظم علاقة المواطن وصناعة القرار وكما تقود لنقل المجتمع من مكانة الصمت والمراوحة الى درجة التفاعل والمشاركة والمنهاج الديمقراطي ومؤسساته الحزبية، فان العمل على توظيف الارادة السياسية تجاه ذلك يتطلب تطوير القوانين الناظمة للحياة العامة التي جوهرها قانون الانتخاب بما يسمح للاحزاب المشاركة بفاعلية اكثر وتطويرقانون الاحزاب ليستند لنظام الحوافز ومقومات الانتشار الافقي للحزب وعدد اعضاء الحزب في مجلس النواب والبلديات كما الاخذ بعيين الاعتبار حجم مشاركة المراة والشباب ومدى تمثيلها وعددها في داخل الحزب والعمل على الاستعاضة عن قانون الاجتماعات العامة بساحة للحريات العامة تكون بمثابة الساحة الجامعة لحرية التعبير والمكان الملائم والمناسب للمجتمع كما تكون في نفس الوقت منارة لابراز حجم ومقدار حالة الحرية التي يتمتع بها الانسان الاردني داخل المجتمع والعمل على تهيئة المناخ السياسي في البلاد ليصبح مناخا ايجابياً يعزز الحياة الديمقراطية ومؤسساتها ويشكل روافع مدنية حزبية تعمل على ايجاد سياسات وطنية توعوية تستنهض المشاركة في ميادين التنمية المختلفة وتعظم حالة الحريات وتؤصل من حالة التعددية وتجذر معاني وقيم الحرية وكما توظف الارادة السياسية في ايجاد بيئة حاضنة للانشاء حالة مؤسسة تنموية تكفل تحقيق الارادة السياسية بما يؤدي للتهيئة المناخ السياسي في البلاد ليصبح قادراُ على احداث النقلة النوعية التنموية المستهدفة.
ان موقع الاردن الجغرافي في ظل وجودة بمنطقة مشحونة بارهاصات وتحديات مختلفة تجعل من التنمية السياسية تكون في سدة اولوياته لخدمة معادلة الامن والحرية والاستقرار والديمقراطية ضمن منهاج قائم على الاصلاح وسياسيه تراكم الانجاز كونهما الوسيلة الفاعلة للنهوض بحالة مجتمعنا وتقديمه كنموذج للحياة الفضلى التي تميز الوطن بامتياز قيادته ورسالتها الممتدة وايجاد مناخات مدنية حداثية تبرز قيم المواطنة والحداثة وتدعم وتقدم درجة المنعة والممانعة التي وصل اليها مجتمعنا بما يقويه على مجابهة الارهاصات والتحديات التي تقودها المتغيرات الجيوسياسية القائمة وكما تكفل تقديم الاردن لرسالته ونموذجه بطريقة عصرية ومميزة، تستثمر عبرها الطاقات الشبابية الواعدة في الانتاج والعمل للعطاء والتفاعل وتتظافر من خلالها الجهود والمجهودات في حمل راية القيم والانجاز ومنهاج التنوير والبناء الذي يقوده الملك المعزز في مسعى مبارك نحو الحياة الافضل.
د. حازم قشوع
الامين العام لحزب الرسالة