(الحًجاز) الأميركي والهجوم على إيران!

يذكرنا هجوم أربعة مسؤولين أميركيين كبار بالزيارة على تل أبيب، بأيام الطيب الذكر هنري كيسنجر في مكوكياته التي وضبت حرب تشرين ونتائجها وسلامها!!.
فالمسؤولين الأربعة، وزير الدفاع، ومستشار الأمن القومي، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط دينس روس ما غيره، الذي عينته الوزيرة كلينتون لشؤون الخليج الفارسي في الخارجية، تغير اسمه فصار مستشار الرئيس للشرق الأوسط!!.. المسؤولون الأربعة يحاولون اقناع تل أبيب بعدم الهجوم على طهران.. وبالإعلان بصوت مرتفع أنهم: لا يعطونها الضوء الأخضر!!.
وعلى الرغم من اننا نعرف، أن إسرائيل أقل من هذه المغامرة، وأن حروب إسرائيل تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا.. والعراق ليس بعيدا. فإننا نعرف أن إسرائيل ستمتنع عن الهجوم بثمن هو مائة طائرة من طراز اف 35، المخصصة للجيش الأميركي فقط!!. فقد اقنعنا العزيز هنري أيام المكوك أن إسرائيل تصبح أكثر لينا إذا شعرت بالأمان، وشعورها بالأمان هو تسليحها حتى الأسنان وقد صدقنا الرجل الذي كان بوجهنا صباح مساء، يكذب ونصدق اكاذيبه، وكأننا فعلا نهدد اسرائيل التي كانت تحتل سيناء وقناة السويس والجولان وكل فلسطين، وكأنها مرعوبة منا، ولا تحتاج لكي تقبل السلام الا بطائرات الفانتوم والاف الدبابات.
الان تريد الولايات المتحدة ان يصدق الشعب الاميركي ان اسرائيل يمكن ان تضرب ايران، وان سياسة الرئيس هي سياسة التفاوض والحلول الدبلوماسية، وما على واشنطن لكي تقمع الهجوم المزعوم على طهران سوى طائرات اف35، وشوية قروش لا تتجاوز العشرة مليارات، وشوية زيارات ترفع اسهم نتنياهو في الداخل.
الصهيونية العالمية وجدت دائما من يخوض معاركها الحقيقية، ضد هتلر وموسوليني، ثم ضد قادة الكرملين ثم ضد صدام حسين، وهي الان تهدد طهران لانها تبحث عن سيناريو شبيه بسيناريوهات جورج بوش وتوني بلير.. لكنها لم تجد حتى شبيهها ولذلك هي تبتز بالتهديد. وإدارة أوباما تعرف ذلك جيدا. وما قاله نائب الرئيس بأن إسرائيل دولة مستقلة، لم يكن يعطيها الضوء الأخضر.. وانما ليتحدى أكاذيبها وكأنه يقول: انتم دولة مستقلة لكم قراراتكم. ونحن لا نتدخل فيها.. وتفضلوا هاجموا إذا كنتم تقدرون.. لأننا نحن أيضا دولة مستقلة!!.
ما على الأميركان ان يدفعوا ثمن الاقتناع عن مهاجمة طهران، فالإسرائيليون أقل من حمل مثل هذه المغامرات دون تأييد خارجي!!.