معادلة الحل ..الدولة والاستيطان

مع اقتراب موعد اعلان الرئيس اوباما لخطته تجاه الشرق الاوسط وقضاياها واطلاق رؤيته وبرنامج ادارته لحل القضية الفلسطينية ، تعيش المنطقة اجواء من الترقب والتحسب ، وان كانت مناخاتها ملبدة بدبلوماسية نشطة قادمة في اتجاه واحد هدفها الوصول الى نقاط التقاء يمكن البناء عليها في حلحلة عقدة النزاع الفلسطيني المستعصية والتي تم حصر معادلتها حول "مفردتين الدولة والاستيطان" حيث يعمل الجميع على الوصول الى وسائل واليات تضمن عوامل السيادة للدولة والاعتراف العالمي بها عند قيامها سيما وقد تم الوصول الى اتفاقات امنية تضمن للدولة الفلسطينية بسط نفوذها الامني والسياسي وهو ما بحثه وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ومستشار الامن القومي جيمس جونز اثناء زيارتهما للمنطقة لبلورة ارضية تعزز لمشروع الدوله وجوده وحضوره.
بينما ما زال السجال السياسي يحتدم بين العالم واسرائيل حول ايجاد طريقة وألية مناسبة تضمن وقف الاستيطان الذي يشكل استمراره تهديدا سياسيا لتحديد حدود الدولة وعائقا اخر جغرافي يعرقل ربط المحافظات داخل اطار الضفة الغربية ببعضها البعض ، وكما يهدد استشراء المستوطنات في مناطق الشيخ جراح تحييد القدس عن الضفة الغربية وهو ما بحثه جلالة الملك عبدالله الثاني اثناء زيارته الاخيرة الى لندن عندما قال لن يكون امن لاسرائيل بلا اقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان والذي استدركته الحكومة البريطانية بموقف واضح بينه مارتن دى الناطق باسمها من عمان عندما اكد ان المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية غير شرعية وغير قانونية واعلن ان بلاده تعمل على تمويل مشاريع في القدس الشرقية لبناء 2500 بيت فلسطيني وانقاذ البيوت التي هدمت من قبل اسرائيل وكما دعى الحكومة الاسرائيلية الى تجميد توسيع بناء المستوطنات مؤكدا ان القدس لابد ان تكون عاصمة لفلسطين واسرائيل.
وامام هذا التيار العالمي تجاه الوصول لحل يفضي الى اقامة الدولة ، تقف الحكومة الاسرائيلية مترنحه ومتأرجحة بين منهاج سياسي يتطلبه متغير وعوامل انشقاق داخلي تعصف في صفوفها جراء فضائح مالية تلاحق وزير الخارجية لبيرمان وجرائم اخرى كشف النقاب عنها مؤخراً في بروكلين بتورط حزب ساش الديني وزعيمه "عرفاديا يوسف" بحوادث بيع كلى وغسيل اموال وهو ما يهدد بقاء المركب الحكومي في اسرائيل بقيادة نتنياهو والذي فشل في تمرير قانون لاصطلاحات الاراضي في اسرائيل القاضي للاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية والذي ما زال يعتمد سياسة المراوغة وكسب الوقت لاعادة حساباته تجاه سياساته ومركبه الحكومي ويعيد انتاج حالته الذاتية مع المستجدات الموضوعية العالمية التي يبدو انها عازمة على الوصول بالمنطقة الى انجاز قائم على ارضية المبادرة العربية باعتبارها ارضية مناسبة للحل سيما وان الحكومة الاسرائيلية قد فشلت في احداث اختراق تجاه ترتيب اولويات واشنطن لقضايا المنطقة ، مع تصريحات متشل في القاهرة التي اكد فيها ان الادارة الامريكية ما زالت اولوياتها لعملية السلام في المنطقة.
وفي هذه الاثناء ما زالت الجهود العربية بل والدولية ايضاً تعمل لايجاد اطار جامع يؤطر الشعب الفلسطيني ويخلصه من تبعات الانقسام الدائربما يهيئ المناخ للعامل الذاتي الفلسطيني ليكون حاضراً في استيعاب متغيرات المشهد العالمي والتعامل معه بما ينبغي ، فبالاضافة الى ما تقوم به مصر من جهود مقدرة في هذا الاتجاه يقوم وفد الكونغرس الامريكي بزيارة مهمة لغزة للوقوف على الحيثيات الانسانية والظروف المعيشية للانسان الفلسطيني والمفردات السياسية التي تقف عليها حماس بهدف احداث اختراق سياسي يخلص الانسان الفلسطيني من تبعات الحصار وكما يوجد ارضية مناسبة ليتعاطى الكل الفلسطيني مع مستجدات الحالة الموضوعية السائدة والتي تبدو انها افضل من اي وقت مضى في اهتمامها الجاد بتعاطيها مع مشروع الدولة الفلسطينية.
فاذا كانت الادارة الامريكية وفق منهجها القائم على اساس خارطة الطريق ترى ان حل القضية الفلسطينية يرتكز على مفردات الدولة والاستيطان ، فان ذلك يقودها لاطلاق برنامج سياسي واضح ذو سمة تنفيذية يحمل خطة عمل ضمن جدول زمني واجب التنفيذ ، فان انسان المنطقة قد سئم الحديث حول السلام بدون انجاز يذكر سيما وان الحالة السياسية االسائدة بمتغيراتها تؤثر على مسارات التنمية وتجعل من اولويات الاستقرار تسمو فوق اية اولويات ، فقد آن أوان المتغير وفرض قواعد الانجاز.