الجـــــرس

زمان حين كنت طفلا... أنتجت كوريا اجراسا كهربائية توضع على ابواب المنازل واتذكر اننا احضرنا واحدا.
لم يعد الزائر يطرق الباب صار يضغط على الجرس ويصدر صوت موسيقى كورية داخل المنزل... ونهجم جميعا من كل المرتبات (ذكورا واناثا) لمعرفة الزائر.
بعد أسبوع تم تداول امر خطير وهو ان الزوار، لا يستعملون جرس الباب كثيرا، فما زال البعض يطرق بابنا بحده... وقرر أبي ان نكتب عبارة: الرجاء الضغط على الجرس''... حتى ننبه الناس ونفعل هذه الخدمة الجديدة... مع ذلك لم يتغير شيء.. وظلت عادة طرق الباب هي السائدة.
اجتمعت العائلة مجددا... وتبين لنا ان العامل الذي وضع الجرس نسي امرا مهما وهو أن اغلبية افراد العائلة قصار القامة ووضع الجرس في نقطة عالية...
مما يجعل الامر صعبا عليهم وبالتالي يستعيضون عن الضغط على الزر بطرق الباب... تدخل والدي في سبيل حل المشكلة وتمت عملية انزال (الكبسه) الخاصة به الى الاسفل.
ما الذي حدث؟ أصبح الجرس متاحا لاطفال الحارة وبالتالي صار لعبه لهم.. فأي واحد منهم يستطيع الضغط على الجرس والهروب ولتفادي الازعاج تم وضعي حارسا على الجرس.. وبما ان الجرس (جرسنا) والعبث به يعني اعتداء على مقدرات واملاك والدي حملت حجرا في يدي واستشرت والدي.. في الاجراءات المتخذة حيال أي طفل يحاول قرع الجرس كانت النصائح تصب في كلمة (افشخوا).
حدث امر مهم وجلل وهو ان الزوار لم يعودوا لطرق الباب ولا للضغط على الجرس، وصاروا حين يشاهدونني يقولون لي: ''نادي ابوك عمو..'' وهنا اضطررنا لعقد اجتماع اخر للتباحث في الموضوع.. وكانت النتائج هي تعرية احد اسلاك الجرس.. واذا حاول أي طفل في الحارة الاقتراب من الجرس وقرعه سيكون نصيبه صاعقة كهربائية.
ولكن الأمور سارت بمنحى عكسي فذات يوم، سمعنا صراخا هائلا لجدتي.. لقد صعقتها الكهرباء وكانت اول ضحية.
انا لا أقدم قصة قروية ساخرة بل اردت ان اقول شيئا مهما يتعلق بما يدور على الساحة من احاديث وهو اننا لسنا بحاجة لأحد كي يقرع الجرس.. نحن بحاجة لمن يفتح لنا الباب.
hadimajali@hotmail.com