سدد ديونك ايها المواطن

تم نشره الجمعة 14 آب / أغسطس 2009 04:32 صباحاً
سدد ديونك ايها المواطن
ماهر ابو طير

كل مواطن اردني ، صغيرا كان ام كبيرا ، مدين للمؤسسات العالمية والمصارف الاردنية ، بمبلغ مقداره ، الف وستمائة دينار تقريبا ، وهذا الدين الثقيل ، ينطبق على الكهول ، وعلى من يرضع من صدر امه.

السر في ذلك بسيط ، فمديونية الخزينة للمؤسسات العالمية ، اي الدين الخارجي ، وفقا للارقام الرسمية ، تصل الى ثلاثة مليارات ونصف المليار ، من الدنانير الخضراء ، في حين ان ديون الخزينة الداخلية ، اي التي اقترضتها الخزينة من المصارف المحلية ، وفقا للارقام الرسمية ، تصل الى خمسة مليارات ونصف المليار ، من الدنانير الخضراء ، اي ان مجموع الدين يصل الى تسعة مليارات دينار ، موزعة في همومها وغمومها ، على ستة ملايين مواطن ، بحيث تكون حصة الفرد في ديون الخزينة الف وستمائة دينار.

سيرتفع مقدار الدين ، نهاية هذا العام ، فالجهات الرسمية كشفت عن عجز في الموازنة يصل الى نصف مليار دينار تقريبا خلال الشهور الستة الاولى ، من هذا العام ، والتوقعات تقول ان العجز سيصل الى مليار ومائة مليون دينار نهاية العام ، والحكومة ستضطر الى ان تستدين من مصارف محلية او جهات اجنبية اذا لم تأت مساعدات خارجية ، لانقاذ الوضع ، وهذا يعني ببساطة ان مجموع الدين على الخزينة قد يصل الى عشرة مليارات دينار نهاية هذا العام ، ما يرفع حصة الفرد من اعباء الخزينة ، ويجعل السياسات العامة تسير يوما بعد يوم ، لرفع اسعار كل شيئ ، للتخفيف من اعباء الموازنة على الدولة ، ولاحل الا بأخذ ماتبقى من اموال في جيوب الناس ، لمواجهه هذه الاوضاع.

السياسات الحكومية خلال الخمسة عشر عاما ، كانت تتبنى رفع الدعم عن كل شيء يخص المواطن ، فرفعت سعر الرغيف وسعر ليتر الكاز والبنزين ، وحررت اسعار رسوم الجامعات ، وباعت قطاعات مختلفة وخصخصتها ، بذريعة تخفيف العجز في الموازنة ، لكننا شهدنا خطا تصاعديا غريبا ، فكلما تخلت الحكومات عن رعاية الناس ، كلما زادت ديون الخزينة ، بدلا من العكس ، وكلما رفعت يدها عن السوق ومصالح المواطنين ، كلما تكبدت مزيدا من الديون ، لنكتشف في المحصلة ان ديوننا اقتربت من خانة العشرة مليارات ، فيما تعقدت حياة الناس ، فلا انخفضت الديون حقا ، ولا كسبنا "ثواب" رعاية المواطن.

حين نذهب الى عائلات في قرية ساكب الجرشية ونجد ان متوسط عدد العائلة يصل الى خمسة عشر فردا ، ونعرف ببساطة ان كل فرد مدين بألف وستمائة دينار للخزينة حتى الان ، ونكتشف ان مثل هذه العائلات مدينة بعشرين الف دينار او خمسة وعشرين الف دينار ، وهي لاتعرف ، والامر ينطبق على عائلات اخرى متوسط افرادها خمسة افراد ، حين تكتشف العائلة ان حجم الديون التي عليها ، والتي ندفعها بالتقسيط للخزينة ، دون ان نشعر ، قد يصل الى عشرة الاف دينار ، في مثل هذا الانموذج ، وقد لايشعر الناس ، ان هناك طارقا على بيوتهم يطالبهم بالسداد ، لكنهم سيدفعون من حيث يشعرون او لايشعرون ، عبر الغلاء وتحرير كل القطاعات ، وبيع ماتبقى من قطاعات استراتيجية.

ثم يأتي من يقول لك..."لماذا تعترض على امتيازات النواب والوزراء؟ ، ولماذا تفتح ملفات الفساد؟ ، وتطالب باسئلة من قبيل من اين لك هذا؟ ، ولماذا تحتج على كل قرار ، ولماذا "تنق"على مصاريف الاتصالات والسيارات الحكومية؟ ، وغير ذلك من قصص"...وكأن السائل هنا في واد ، والبلد في واد اخر....ولو حسبها كثيرون بشكل علمي ودقيق لعرفوا انهم لايتسلمون الا ثلث رواتبهم ، فيما يذهب الثلثان على المدى البعيد ، لسداد ديون الخزينة ، وبطرق مختلفة.

الجو جميل وشاعري.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات