العرب في اجازة ونتنياهو في حالة هجوم

تم نشره السبت 15 آب / أغسطس 2009 02:53 صباحاً
العرب في اجازة ونتنياهو في حالة هجوم
طاهر العدوان

كنت مشاركا في احد مؤتمرات الجامعة العربية الاعلامية في تونس عندما طرح موضوع جدول الجلسات السنوية لاتحاد اذاعات الدول العربية, فقد طالب عدد من الوفود عدم تعيين اي موعد في اشهر الصيف, تموز وآب, وذلك لانها شهور للاستجمام والسياحة (وما فيه حدا فاضي).

هذا ما يحدث اليوم, العرب الرسميون في اجازة صيفية ممتدة ستلتحم مع (شهر رمضان) الذي يُستغل لإشهار البطالة العامة, وبالمقابل فان نتنياهو واعضاء حكومته ومعهم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وانصار اسرائيل في الكونغرس مشغولون حتى آذانهم في تنظيم حملة هجومية واسعة (سياسية واعلامية) ضد اوباما وضد السعودية والدول العربية دفاعا عن مشاريع الاستيطان والتهويد ومواقف الحكومة الاسرائيلية الرافضة للسلام.

وبينما لم نر او نسمع او نلمس وجود تحرك عربي شامل يناصر الموقف الذي اعلنه وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل في واشنطن بعد لقائه كلينتون, وهو رفض القيام باي خطوات تطبيعية مقابل لا شيء والتمسك بالمبادرة العربية (كل شيء او لا شيء) اي السلام الشامل مقابل التطبيع الشامل. فان جبهات تكونت منذ ذلك التاريخ في الولايات المتحدة للضغط على السعودية (بدل اسرائيل) لجعل الاستيطان شرعيا.

في الكونغرس رفع غالبية النواب والشيوخ الامريكيين رسالة الى اوباما يطالبونه بالضغط على السعودية والدول العربية لتقديم الجوائز التطبيعية لحكومة اسرائيل. هذا بينما يستعد نتنياهو وليبرمان ووزراء آخرون, من امثال دان مريدور وموشيه يعالون وبنيامين بيغن ويوسي بيلن ودانيا أيالون ورجال اعلام وشخصيات اسرائيلية كبيرة للبدء بهجوم اعلامي شامل, يبدأ بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول, ويتضمن القيام بحملة اعلامية في الولايات المتحدة للضغط على اوباما, وتشويه صورة الموقف العربي من السلام. واظهار ان اسرائيل تتعرض لهجوم وحصار ظالم من العرب!!.

مرة اخرى, العرب الرسميون في اجازة, اما السلطة الوطنية فهي منقسمة, بين حفلات الدبكة والافراح والليالي الملاح ابتهاجا بالقيادة الجديدة لفتح وبين من يستعد لانقسام جديد وقيادات اخرى فتحاوية تصطف الى جانب المعارضة مثل حماس والجهاد .. الخ.

وبعد ذلك ماذا سيتوقع الفلسطينيون والعرب ان تكون عليه خطة اوباما حول القضية الفلسطينية?

الخبر لن يكون سارا, والمولود سيكون اما معاقا او بملامح صهيونية, والنتيجة التي قد يلجأ اليها اوباما هي الاستسلام للضغوط الصهيونية, ما دام لا يرى امامه احداً من الدول العربية. وما دامت هذه الدول قد خبأت كل اسلحتها في الصراع مع اسرائيل, وبدل ان تندفع الى مقاطعتها وتشديد الحصار عليها, مع وجود العذر السياسي المقنع وهو (حكومة نتنياهو) نجد ان هذه الدول تخاذلت واسترخت وذهبت في اجازة صيف طويلة الى ان اصبح الضغط موجها لها (بدل اسرائيل) من اجل مزيد من التطبيع, اي مزيد من الاستسلام والتفريط والهوان!.0


 


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات