ادارة جديدة للازمة الاقتصادية

تم نشره الإثنين 17 آب / أغسطس 2009 01:08 صباحاً
ادارة جديدة للازمة الاقتصادية
سلامه الدرعاوي

الكل يتذكر التصريحات الايجابية لمسؤولين في الدولة حول التداعيات الايجابية للازمة المالية على الاقتصاد الاردني, وبعضهم ذهب الى ما أبعد من ذلك بكثير حيث اعتبروه حدثا ستكون له بركات جمة على الاردنيين, ولعل في هذا بعض الواقعية والسذاجة معا.

التداعيات الايجابية للازمة انحسرت في فاتورة النفط التي تراجعت بنسبة 40 بالمئة مما انعكس بشكل ملموس على تحسن في العجز التجاري من جهة ومعيشة المواطنين من جهة اخرى, طبعا هناك مؤشرات ايجابية اخرى, لكن ما يهمنا مدى دوام الوضع الايجابي على الاقتصاد الوطني, اليوم نستطيع ان نقول ضمن معطيات الاقتصاد الوطني ان حالة الايجاب التي نَعِمَ بها الاقتصاد على المدى القصير بدأت اتجاهاتها تتحول الى المنحنى السالب خاصة بعد النصف الاول من العام الحالي ومرور ما يقارب التسعة شهور على اشتعال الازمة العالمية.

فأسعار النفط التي هبطت الى ما دون الـ 40 دولارا للبرميل عاودت الصعود الى مشارف التسعين دولارا وقد بدأ الاردنيون منذ ثلاثة شهور يعانون من ارتفاع اسعار المحروقات محليا وبدأ كابوس الاسعار يلوح بالافق مصحوبا بارتفاع نسبي لبعض المواد الغذائية مثل الحبوب.

الا ان المعضلة الاكبر التي تحيط بالاقتصاد الوطني هي حالة التباطؤ التي دخلتها العديد من القطاعات الاقتصادية, والامر لا يتعلق بقطاع معين بل هناك ظاهرة عامة بأن التراجع الاقتصادي قد اصاب قطاعات اقتصادية كبيرة مما ستكون له آثار ونتائج سلبية ستظهر قريبا على بعض المؤشرات, لعل ابرزها معدلات البطالة والنمو الاقتصادي.

هذا يقودنا الى ان تداعيات الازمة الاقتصادية على الاردن تختلف عما هي عليه في اقتصاديات الجوار من حيث التأثير والزمان, بدليل انها تعيش اليوم في حالة ركود مصحوب بتخوفات كبيرة من القطاع الخاص بأن الامور تزداد سوءا اذا بقيت الحالة على ما هي عليها.

في اعتقادي ان المعالجة لموضوع الازمة الاقتصادية تتطلب نجاحا حكوميا اكبر من الادارة السابقة, فعلى سبيل المثال من المفترض ان يتشكل فريق عمل من القطاعين العام والخاص لادارة الازمة بمنظور مختلف عما تفعله الحكومة اليوم وفريقها الاقتصادي الذي بات معلوما لدى الجميع ان كل اثنين منه يخرجان بثلاثة آراء, وان الخلافات الشخصية تسود بينهما.

اليوم مطلوب حوار واقعي مع القطاعات الاقتصادية للتعرف عن كثب على طبيعة مشاكلها التي بدأت تظهر جليا مع تراجع مؤشرات النمو والاقتراب من التضخم السالب ما يؤكد ضعفا في الانتاج مصحوبا بتراجع كبير في التدفقات الاستثمارية وهبوط نسبي في الصادرات الوطنية وعدم القدرة على خلق وظائف جديدة..

هناك مشكلة حقيقية تعاني منها قطاعات حيوية لعل ابرزها توفير السيولة المالية لمشاريعهم, فاذا ارادت الحكومة ان تساعد في تحفيز الاقتصاد عليها ان تجلس معهم في حوارات معمقة للخروج بحلول واقعية تصب في المصلحة العامة بدلا من ان تتحول قصص نجاحهم الى مشاريع متعثرة.

في النهاية لا يمكن مواجهة الازمة الاقتصادية وتداعياتها على الاقتصاد الاردني من دون ان تكون هناك نظرة شمولية للاقتصاد ومواجهة الاختلالات المزمنة فيه بدلا من ترحيل الازمات واسلوب الفزعة الذي تجيده الحكومات.




 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات