برنامج رمضاني: »مفاتيح ابواب الحارة« المنسيّة

اليهودي الامريكي ارفين موسكوفيتش يمثل الوجه الحقيقي لحكومة اسرائيل. فاذا كان وزراء نتنياهو, امثال ليبرمان وموشي يعالون ودان هرشلوكوفتش يخوضون حربهم العنصرية الاستيطانية ضد الفلسطينيين على الجبهة السياسية والاعلامية, فان موسكوفيتش هو ذراعهم وممول مشاريع حكومة نتنياهو في قلب »القدس الشريف« المحتلة.
هذا اليهودي الامريكي, الذي لا ينتمي لهذا الجزء من العالم, تحول الى صاحب الادعاء, بان القدس »يهودية«. وهو بتمويل من اليهود الامريكيين يستخدم كل اساليب الاحتيال من اجل الاستيلاء على مساكن الفلسطينيين, وخلق بؤر استيطانية تلف الاقصى كالسوار بعد ان زحفت كالافاعي من اسفله خلال الحفريات والانفاق.
يتسلل هذا المحتال, بتغطية من قرارات المحاكم الصهيونية وجنود الاحتلال الى قلب حي الشيخ جراح, ودير ماريوحنا والاحياء العربية داخل الاسوار. وهو يخطط لبناء كنيس قرب حائط البراق, وكان وزير الدفاع باراك قد شارك الاسبوع الماضي في احتفال داخل خيمة نصبت في الموقع لتسلم مخطوطة من التوراة وايضا بترتيب من موسكوفيتش.
هذا المحتال له علاقة قوية بمحتال آخر يدعى أريه كينج الذي يرئس »جمعية صندوق اراضي اسرائيل«, وفي تصريح للاخير في مقابلة صحافية قال انه يقود خطة للسيطرة على 940 ألف دونم من الاراضي الاردنية, زاعما ان ملكيتها تعود ليهود عاشوا في الاردن بين عامي 1900 و .1930
ويزعم ايضا ان له وسطاء وسماسرة يقومون بشراء اراض له في الاردن باسم يهود بريطانيين واوروبيين. وكانت الصحافة الاسرائيلية قد كشفت بان مواجهة سرية تجري في القدس المحتلة بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين حول اراض وممتلكات في المدينة. وكانت »يديعوت احرنوت« قد ذكرت ان الجيش الاسرائيلي نفذ عملية سرية في رام الله, اختطف خلالها احد مستشاري الرئيس عباس واسمه اسامة منصور بدعوى ضلوعه بخطف سمسار اراض مقدسي باع ممتلكات الى اليهود ويدعى احمد المصري.
وبينما يتصدر موسكوفيتش وكينج عناوين الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية, حيث يقودان الخطط للاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين في القدس, وممتلكات اللاجئين في يافا بالزعم انها تعود الى ملكية يهود قبل عام ,48 فان الاعلام العربي منشغل بالاعداد ل¯ »حزازير وفوازير رمضان« وكأن »العقلانية« التي تضمنها ميثاق وزراء الاعلام العرب في مؤتمرهم الشهير في القاهرة هي ادارة الظهر لاحداث خطيرة, كالتي تجري في القدس المحتلة والتي تضم اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, اقول هذا للتذكير فقط.
من باب »العقلانية« وفي ظل شعار لا شيء غير المفاوضات, أقترح في باب تمضية الليالي الرمضانية على الفضائيات العربية ان تبث كل ليلة برنامجا تسميه »مفاتيح ابواب الحارة« المنسيّة, تستضيف فيه كل ليلة عددا من اللاجئين, من سكان يافا وحيفا, واسدود واللد والرملة والقدس الغربية والناصرة وطبريا وصفد, وان يُمنح هؤلاء الفرصة لاظهار الوثائق التي يحتفظون بها منذ عهد الانتداب والتي تبين ملكيتهم لمنازل ومزارع ومحلات في جميع مدن فلسطين المحتلة المسماه الآن »اسرائيل«, فلعل »أم كامل« المقدسية تجد الدعم والمساندة هي وجيرانها من اهالي حي الشيخ جراح, الذين القى بهم الاحتلال الى الشارع بزعم ان بيوتهم املاك يهودية. اقول لعلها تجد وجيرانها الصامدون في الشهر الفضيل الامل بان يمنحهم »الاعلام العربي«, الذي يحتل الاثير بأمواله الخرافية ومحطاته »اللي اكثر من الهم على القلب«, نصف ساعة بث من اجل الاقصى »ولله يا محسنين«!
مثل هذا البرنامج كفيل بتوجيه رشقة قوية من »احذية الزيدي« الى وجوه المحتالين موسكوفيتش واريه كينج, والآخرين امثال ليبرمان ويعالون وغيرهم.0