مأذون «الداخلية» الذي لايرحم

تم نشره الإثنين 24 آب / أغسطس 2009 02:43 صباحاً
مأذون «الداخلية» الذي لايرحم
ماهر ابو طير

يأتي الاردني ليتزوج من عراقية مقيمة في عمان ، فتذهب معاملته الى وزارة الداخلية ، من اجل الحصول على موافقتها ، فتصر الداخلية ، على ان تدفع العراقية غرامات الاقامة ، قبل ان تسمح لها بكتب الكتاب.

 

حتى لا نبدو بمثابة من يطبل على صفيح الداخلية ، الساخن اصلا ، وغير المحتمل اصلا ، فان هذه التصرفات مخالفة لكل المعايير الداخلية والخارجية ، ولمعايير حقوق الانسان ، محليا وعربيا ودوليا ، وحق الجيرة بيننا وبين العراقيين ، الذين علموا عشرات الاف الطلبة الجامعيين من الاردن ، في جامعات العراق ، وادخلوا عشرات المليارات من الدنانير الى خزينة الدولة والقطاع الخاص على مدى عقود متواصلة ، فاذا بنا تحت دوافع عرقلة زواج العراقيات من اردنيين ، نبحث عن اي نقطة ضعف ، لمنع الزواج ، متناسين اننا عرب ومسلمون ، ولسنا "دما ازرق" يتفوق على العالم العربي والاسلامي ، فنحن منهم ، وهم منا.

 

قابلت عائلة عراقية مبتلاة بالمرض والفقر تعيش في الاردن منذ ست سنوات ، وعلى كل فرد فيها غرامات اقامة قيمتها ثلاثة الاف دينار تقريبا ، وعدد افراد العائلة ستة افراد ، اي ان الداخلية تطالب العائلة بعشرين الف دينار غرامات ، وحين خطب شاب اردني من السلط احدى فتيات العائلة ، وذهب لاجراء المعاملات ، فوجئ في وزارة الداخلية بأنها تريد من الفتاة "المسكينة والفقيرة" ان تدفع غرامات الست سنوات ، اي الثلاثة الاف دينار عليها وحدها ، وهي لا تملك دينارا منها ، مما عطل الزواج ، فأي معاملة اخلاقية هذه التي نعامل بها اهلنا من العراقيين ، وهل عاملونا يوما هكذا ، حين فتحوا بلدهم ، وجامعات بلدهم ، وشركاتهم ، للاردنيين ، هل في هذه المعاملة ، الحد الادنى من الوفاء لما قدمه العراقيون ، هل في هذه المعاملة الحد الادنى من حفظ كرامة الاردني الذي من حقه من ان يتزوج من اي جهة كانت ، دون عرقلة معاملته ، ما لم تكن خلفها ظلال امنية خطيرة ، أو تهديد حقيقي لامن البلد ، وليس مجرد افتراض الخطر ، خصوصا ، ان العراقية اشرف مليون مرة ، من الوجوه الصفراء التي تتسلل الى البلد ، ويكتبن كتابهن على مواطنين ، وهن يعملن في نشاطات قذرة ومريبة.

 

نتشاطر على "عراقية" تريد ان تتزوج من اردني ، لكننا بكل انفصام الشخصية ، نفتح الباب لمن هب ودب ، من جنسيات اخرى ، تعبث في البلد ، وتلعب فيه ، وتعمر نواديه الليلية وصالات سهراته وفنادقه ، نتشاطر على اهلنا "العراقيين المساكين" ممن جارت الدنيا عليهم ، ونفرض عليهم غرامات اقامة ، ونسلخ لحمهم وجلدهم ، ونتعامى عما قدموه ذات يوم ، وبالمقابل يدخل "الاسرائيلي" الى الاردن بدون تأشيرة مسبقة ، بل على العكس ، لا يجرؤ احد على الاقتراب من "مؤخرة شلومو" ورفاقه ، في اي مكان ، فيما العراقي ، ابن الجيرة والدم والاهل والتاريخ ، لا يجرؤ ان يخرج من بيته خوفا من ملاحقته جراء مخالفته لقوانين الاقامة.

 

لا ادخل في حملات ضد وزير الداخلية ، ، ولاهو خصمي ، اليوم او غدا ، بل لعلي ادعوه بكل احترام ، الى مراجعة هذا الملف ، فاذا اختار الاردني عراقية ليتزوجها ، فلنعفها من غرامات الاقامة ، لان زواجها افضل بكثير ، من حرمانها من الزواج ومن عدم قدرتها على دفع الغرامات ، وعلى مغادرة الاردن ، فالداخلية هنا ، تريد فرملة اقامة العراقيات ، لكنا تعيد انتاج المشكلة بشكل سيئ للغاية.

 

هل نقبل كشعب ان يحاسبنا العراقيون على كلف الشهادات الجامعية ، مثلما نحاسبهم الان على غرامات الاقامة ، ونعرقل زواج بناتهم؟.

 

سؤال برسم الاجابة ، اذا بقي لدينا احد يقرأ ويفكر.

 

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات