انه موقف عنصري

تم نشره الأربعاء 09 أيلول / سبتمبر 2009 03:14 صباحاً
انه موقف عنصري
طاهر العدوان

تتلخص المواقف الامريكية والاوروبية من سياسات اسرائيل بالكلمة العراقية المتداولة »تْدّلل« للتعبير عن الموافقة والترحاب بكل ما يعمله او يطلبه الحبيب او الصديق. فاسرائيل هي »مُدَلّلَة« عواصم الديمقراطيات على جانبي الاطلسي. ولا يغير من هذا الواقع, موقف استثنائي وتصريح من هنا ومن هناك, يبدو وكأنه يعترض على حرب اسرائيلية وحصار واستيطان او قتل واعتقال. مثل هذه المواقف والتصريحات الاستثنائية ما هي الا ذر للرماد في العيون, لان الاصل هو »تْدَلّلْ« اسرائيل, ويحق لها ما لا يحق لغيرها.

لم يبق هناك (احتلال) واحد على وجه الكرة الارضية منذ عقود طوال الا احتلالات اسرائيل, فعهود الاستعمار ولت واندثرت. وحتى الاحتلالين, الامريكي والاوروبي للعراق وافغانستان يحاولان منذ اليوم الاول تصوير وجودهما بانه مؤقت وان الانسحاب هدفهما الاول. بل انهما غارقان في ورطة عدم القدرة على الانسحاب وتجنب الهزيمة والخسائر الكبيرة.

فقط احتلال اسرائيل للضفة والقطاع وغزة والجولان هو خارج القانون الدولي وفوقه, بعيدا عن صلاحيات مجلس الامن, وهو وحده من دون غيره, يعاقب فيه الضحية, وتعطى الاوسمة والجوائز للجلاد. انه الاحتلال الوحيد في التاريخ حيث يعتبر المقاوم (ارهابيا), وآلاف المعتقلين (مجرمين), وشعب كامل في قطاع غزة يستحق الحصار والتجويع والقتل لانه يطالب بالحرية!!.

دعونا نتخيل ماذا سيكون عليه رد عواصم الاطلسي على اي بلد لو تقدم واحتل كيلو مترا واحدا من اراضي فرنسا, او المانيا او تكساس ربما ستقوم حرب عالمية تستخدم فيها القنابل النووية ولو من اجل متر واحد من التراب الوطني! او ماذا سيكون عليه موقف هذه العواصم لو ان »المملكة المغربية« اعلنت انها تطالب بالاندلس كجزء منها لانه كان موطن الخلافة الاموية لمدة 800 عام. اليس متوقعا ان يوصف هذا المطلب بالظلامية والارهاب!

فقط اسرائيل يحق لها ان تحتل وتواصل احتلالاتها, وتمنع ملايين اللاجئين من العودة الى وطنهم, وتضع عشرات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني في الاعتقال, وتحاصر مليونا ونصف المليون في غزة, فلا يجدون غير »الانفاق« لجلب طعامهم ودوائهم وكأننا في فيلم يحكي قصة مذبحة من العصور الوسطى.

فقط اسرائيل من يحق لها ان تقول بأن هذا المنزل وذلك الجبل وتلك الطريق هي ملك ليهودي كان هنا قبل 4 آلاف عام. ثم يأتي امريكي من نيويورك وروسي وبولندي شقر البشرة ويقولون هذه بلادنا وبيوتنا وهواؤنا ومياهنا اورثنا اياها الاله!

بماذا يمكن تفسير قبول وسكوت عواصم الاطلسي على هذه الظلامية السياسية واللاأخلاقية واللاانسانية. لماذا يصرون على التعامل بمكيالين مع قضية احتلال فلسطين والارض العربية? هل من تفسير منطقي?

لا يوجد اي منطق, ولا قانون ولا عقل يبرر مواقف اوروبا وامريكا بعدم التحرك جديا في مجلس الامن وخارجه لوضع حد لغطرسة اسرائيل واحتلالاتها واستيطانها!

لا منطق, غير ما هو جلي وواضح, فسياسات عواصم الاطلسي الساكتة على الظلم والظلامية والجريمة العنصرية والفاشية للاحتلال الاسرائيلي هي سياسات بغيضة وشيطانية ينطبق عليها المثل القائل »الساكت عن الحق شيطان اخرس«. وهي تعبر بوضوح عن موقف عنصري ضد العرب. وهو ما يستدعي ان تتوجه الحركة الوطنية الفلسطينية والحركات القومية والدينية العربية الى رفع شعار جديد في نضالاتها ضد الاحتلال الصهيوني, شعار يندد بالسياسات العنصرية الاوروبية والامريكية, التي تناصر عنصرية اسرائيل واحتلالاتها وظلاميتها وجرائمها وانتهاكاتها للقانون والاخلاق والقرارات الدولية. ان حقائق النضال الوطني الفلسطيني تكشف انه نضال ضد اعتى الانظمة عنصرية على مر العصور, وهو نضال ضد مناصري هذه العنصرية في عواصم تدّعي الدفاع عن الحرية وحقوق الانسان.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات