فلسطين بين هم المصالحة وزخم المفاوضة

وفي ذات السياق يبدو ان الترتيبات والتجهيزات بدأت تعد وتحضر لاعلان اطلاق مسار التفاوض من جديد، والذي كان فقد الزخم الدبلوماسي والاعلامي بسبب تخلي الطرف الاسرائيلي عن الوفاء بالتزاماته تجاه خطة خارطة الطريق التي قضت بوقف كل اشكال الاستيطان بما فيها النمو الطبيعي والعمل على اشاعة اجواء الثقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بما يعزز من حالة المناخات السياسية لتكون ايجابية في تشكيل حاضنة تهيئ للسلام منطلقاته ووجوده بما يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تكوين دولته وعاصمتها القدس على اعتباره الركن الاساس الذي يحفظ للسلام بقاءه ويدعم فرص تعزيز الاستقرار للمنطقة وشعوبها بمزيد من التعاون والاستثمار على قواعد واطر ناظمة جديدة
وفي هذا الاطار تندرج زيارة جورج ميتشل للمنطقة والتي تعتبر جولة لملمة للاوراق قبل اعلان الاطلاق والذي ينتظر ان يجمع اوباما ونتنياهو وعباس قبل نهاية الشهر الحالي، ان تقود هذه الزيارة لوضع القواعد الاساسية التي ستتكئ عليها العملية التفاوضية في المرحلة القادمة على اعتبارها مرهونة بمدى انصياع والتزام اسرائيل في تعاطيها مع التطلعات الدولية وتنفيذها للقرارات الاممية ذات الصلة ومقدار الارادة الدولية التي تقف في الاتجاه الداعم والضامن لالزام اسرائيل الوفاء بالتزاماتها وارغامها على تجميد الاستيطان على اعتبار ان ذلك سيحمل المؤشر الذي عليه ستقاس عليه قدرة اوباما وادارته على المضي قدما في مسار التسوية وفي معالجة مشكلات الحل النهائي حيث ملفات القدس واللاجئين والحدود والتي هي بحاجة الى رافعة قوية تضبط ايقاع المفاوضات وتنفذ مشتملات الحل وفق محددات تضمن تخلي الجوانب المتفاوضيه والداخلة والراعية للعملية التفاوضية تبديل الصورة النمطية الشكلية الاعلامية التي كانت متبعة في ميادين التفاوض السابقة للدخول في جوهر العملية ومضمونها بغية ايجاد نتائج طبيعية تقبلها شعوب ومجتمعات المنطقة وتصونها الاجيال وكما تؤسس لمنطق جديد الحرية والديمقراطية والتنمية والنماء عناوينه الرئيسة.
عودة المفاوضات الى زخمها الطبيعي سيعيد الامل من جديد لكل المؤمنين برسالة السلام لامكانية تحقيقه كما سيتيح المجال لتعزيز مقومات استثمار نتائجه تظلل جوانبه وتدعم مسارات التنمية وترسخ قواعده اسس القبول بالاخر واحترم ثقافته وانسانيه، فان الوقت قد حان لتوظف الارادة العالمية في حل عقدة النزاع في المنطقة، وظني ان الظرف الدولي مهيئ كما ان النظام العربي جاد في بلورة معادلة سياسية كما تحفظ الحقوق العربية ترسخ مفاهيم التعايش الطبيعي بين شعوب ومجتمعات المنطقة .
* الامين العام لحزب الرسالة