لا داعي للقلق..

تعيش الاسر الاردنية هذه الايام حالة من الترقب والخوف بسبب اكتشاف اصابات بانفلونزا الخنازير بين طلبة المدارس في اكثر من مدرسة داخل وخارج العاصمة.
فهذه الحالة دفعت العديد من الاردنيين الى عدم ارسال ابنائهم الى المدارس خوفا عليهم من اصابتهم بالمرض وبالتالي انتشاره بينهم بعد نصيحة منظمة الصحة العالمية بتعليق الدراسة لحين محاصرة المرض، ودخول علماء الدين على الخط لا سيما تلك الفتوى القادمة من السعودية والتي يقول صاحبها الدكتور محمد بن يحيى الجنيمي وهو الخبير في مجمع الفقه الاسلامي ان دوام طلبة المدارس في ظل انتشار وباء انفلونزا الخنازير هو دفع للهلاك.
ان ما يخشاه وزيرا الصحة الدكتور نايف الفايز والتربية والتعليم الدكتور وليد المعاني ان تتحول الجهود المبذولة لمحاصرة المرض ومنع انتشاره في الاردن الى معركة بين الحكومة وبعض معارضيها الذين يحاولون تسجيل بطولات شعبية بانهم الاحرص على حياة الطلبة وصحتهم.
التقارير الواردة الى الحكومة من مسؤولي الصحة والتربية والتعليم تفيد بان حجم الاصابات المكتشفة حتى الان بين طلبة المدارس ليس فيها ما يدعو الى ضرورة تعليق الدراسة.
وتؤكد هذه التقارير ان انتشار المرض داخل الاردن تحت السيطرة وان مصدر جميع الاصابات المكتشفة منذ اشهر وحتى الان كانت مغتربين وضيوفا جاءوا الى الاردن من الخارج خلال فترة الصيف لا سيما الولايات المتحدة الامريكية.
وفي الوقت الذي تعتقد فيه دول مجاورة تسجيل مزيد من الاصابات بالمرض فان الاردن يتوقع ان ينخفض عدد المصابين بالمرض خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب انتهاء موسم تدفق المغتربين الى الاردن والذي يكون عادة في فصل الصيف.
ولعل من الاسباب التي تجعل القائمين على مكافحة المرض متفائلين بالسيطرة على الوباء وفق ما افاد وزير الصحة في اكثر من مكان ومناسبة هو تعاون المواطن مع نفسه بمراجعة اقرب مركز صحي او مستشفى في حال شكه بانه مصاب باعراض هذه الانفلونزا.
ولان ايا منا معرض للاصابة بهذا المرض فلنترك تقدير الحالة للمكلفين بالقضاء على هذا الوباء ومحاصرته بدلا من ان ندخلهم في معارك ''جانبية''، لانهم الاقدر في اتخاذ القرار المناسب من اجل مصلحة المواطن والوطن.