سيمفونية تغيير الحكومة

شهور انقضت ونحن نقرأ بين فينة وأخرى نبأ تغيير حكومة المهندس نادر الذهبي على المواقع الاخبارية الالكترونية المحلية والعربية.. هذا النبأ الذي غالبا ما ينسب الى مصدر مسؤول او مطلع لم نعرف ماهيته وكأنه يعيش في قلب الملك .. صاحب القول الفصل في هكذا شأن.
اليوم الاثنين نشر موقع الكتروني عربي زميل نبأ مفاده : "من المتوقع أن يتخذ العاهل الأردني قرارًا بإقالة حكومة نادر الذهبي، وتكليف شخصية أخرى ستكون على الأرجح، باسم عوض الله لتأليف وزارة جديدة".
وجاء في الخبر ان مسؤولا ذكر : "إن الملك عبدالله الثاني حسم أمره وقرر المضي بتغييرات في الداخل الأردني كأحد إستحقاقات المرحلة المقبلة داخليًا وخارجيًا، خصوصًا أنّ الأقليم مرشح فوق العادة لأن يضخ أزمات كبرى خلال الأشهر المقبلة، وسط تقديرات إستخبارية عالمية بأن الأوضاع في العراق ولبنان والأراض الفلسطينية مرشحة بقوة للتدهور سياسيًّا وأمنيًّا.. وذكر المصدر أن القصر الملكي الأردني غير راضٍ عن أداء حكومة الذهبي".
خبر لا يختلف كثيرا عن باقي الاخبار التي قرأناها ، وتكهنات لو صدقت لكانت حكومة الذهبي اليوم في عداد الماضي .
اعترف ان للتطورات في المنطقة دور في البنية السياسية الاردنية غير ان قرار الملك لا يخضع سوى لمعيار واحد هو مصلحة الوطن والمواطن .. ومن غير المعقول ان يأتي رئيس وزراء او حكومة غير قادرة على التعامل مع المعطيات داخل الوطن وخارجه سواء كان الذهبي او غيره من الاسماء التي تم تلميعها لتولي منصب رئاسة حكومة الاردن.. كما ان الربط بين التغيرات والازمات في المنطقة ليست هي وحدها عامل التغيير للحكومة الاردنية .. ولو كان كذلك لاصبح لدينا كل يوم حكومة جديدة ! فهل هذا معقول ؟؟؟
تغيير الحكومات في المملكة سيمفونية لن تنتهي ابدا .. ومن كثرة عزفها بات الامل منعقدا لدى كل مواطن بأن يصبح يوما ما وزيرا.. التغيير مطلوب، لكنني اتساءل لماذا نبغيه ونروج له؟
هل المقصود في ترويجه الاصلاح ، ام انه من باب استهداف الشخوص ؟
لكل مروجي التغيير اقول انه اذا أريد الاصلاح فالاولى ان تبقى الحكومة وتحاسب وتسأل عن كل هفوة كبرت ام صغرت في عهدها.. ولدينا من السلطات التشريعية والقضائية ما هو مؤهل للاضطلاع بهذا الدور المفترض ان يكون ؛ أما اذا كان الهدف استهداف الشخوص والترويج لاخرين لسبب او منفعة ، فإن السيمفونية ابدا لن تنتهي ... والوطن الضحية قبل المواطن.
لست ذهبيا ولا عوضيا ... لكنني اردنيا اثق برؤية الملك الثاقبة وبقلبه المحب لوطنه وشعبه .. والقول الفصل لإرادته التي بلا شك لم ولن تتوشح الا من منطلق " الأردن أولاً".