لقاء نيويورك.. اذعان لشروط نتنياهو

عباس تنازل عن شروطه وادارة اوباما تراجعت عن وقف الاستيطان
(24/9/2009)
اذعن الجميع لشروط نتنياهو, قمة ثلاثية من دون وقف او تجميد جزئي للاستيطان, واستئناف المفاوضات ان شاء الفلسطينيون من دون شروط مسبقة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبصرف النظر عن دوافع مشاركته في اللقاء فقد تنازل في نهاية المطاف عن تعهد قطعه على نفسه بعدم لقاء نتنياهو قبل ان يعلن الاخير تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
ادارة اوباما تنازلت عن مطلبها وقف او تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات وعَبّر المبعوث الامريكي جورج ميتشل عن ذلك بقوله »تجميد اسرائيل للنشاط الاستيطاني ليس ضروريا لاستئناف المفاوضات« الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يعد يحمل ذات الموقف المتصلب من الاستيطان كل ما يريده من اسرائيل »لجم« الاستيطان مقابل خطوات تطبيعية من العرب خاصة دول الخليج.
في المؤتمر الصحافي للزعماء الثلاثة تجنب اوباما الحديث عن خطته الموعودة للسلام. الخطة التي ظل العرب يراهون على ولادتها منذ اشهر لانقاذ عملية السلام المتوقفة.
المؤتمر الصحافي مثل لحظة الفشل للرئيس الامريكي الذي بدا في حديثه محبطا يوجه عبارات التأنيب والتوبيخ للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في اشارة لعجزه عن احداث اي تقدم يسمح باطلاق خطة للسلام بنى عليها العرب احلامهم . حاول اوباما مداراة الفشل بالاعلان عن جولة جديدة لميتشل في المنطقة ولقاءات مع وفود اسرائيلية وفلسطينية في واشنطن, ويبدو ان الرئيس الامريكي الذي ادرك ان الوصول الى طاولة المفاوضات وانجاز اتفاق سلام تاريخي بات صعب المنال عاد الى اسلوب الادارة السابقة في ادارة الصراع في المنطقة واستعان بهذا الغرض بالمستشار والخبير بشؤون الشرق الاوسط دينس روس الذي كان متواجدا الى جوار اوباما في اللقاء. ووفق تقارير صحافية يحاول روس ايجاد مقاربة دبلوماسية امريكية »لا تقوم على دفع الاطراف نحو صيغة محددة وانما تقليص التوتر وحل الخلافات من دون افق سياسي« وفي هذا التحول انتصار للموقف الاسرائيلي التقليدي الذي يسعى لادامة عملية السلام والتطبيع من دون التوصل الى سلام شامل وعادل واستثمار الوقت في بناء المزيد من المستوطنات وتسمين القائم منها وتهويد القدس. والعمل مع الجانب الفلسطيني لتحقيق »الرخاء الاقتصادي« »لسكان« المدن الفلسطينية وفي اطار صيغة محدثة للحكم الذاتي تحت مسميات جديدة.
نتنياهو كان الرابح الاكبر من جولة نيويورك فهو لم يقبل بالمطالب الفلسطينية ولا الامريكية, ولم يتنازل عن شروطه وفي المحصلة كان له ما اراد, مصافحة امام عدسات المصورين مع الرئيس الفلسطيني »باقل قدر ممكن من الخسائر واكبر قدر من الانجازات« على حد تعبير احد مستشاريه وفي الافق وعود بتطبيع مجاني مع دول عربية »ممحونة« على فتح خطوط الاتصال مع اسرائيل وعواصم عربية بارزة مستعدة لاستقباله دائما ما دام ملتزما بتمثيلية اسمها »عملية السلام« كفيلة بتغطية العجز العربي عن مواجهة الحقيقة والبحث عن مقاربة سياسية جديدة للصراع.