مسجد «عجلون» يا سمو الأمير

يعتصم اهالي عجلون احتجاجا على وضع مسجد عجلون الكبير المغلق ، وهو المسجد الذي بني قبل مئات السنين ، والمسجد المغلق لا يصلى فيه منذ عامين ، وقد صليت فيه قبل سنوات ، وله تاريخ لا يمكن محوه بهذا الاهمال. هذا هو صوت العجلونيين الذين يفردون مظلمتهم بين يدي الامير غازي بن محمد ، وبين يدي من يهمه الامر.
من عجلون تذهب الى الكرك فتجد ان لوحة اسماء شهداء معركة مؤتة مكسرة ومهملة ، وارض المعركة مليئة بقاذورات الاغنام وزجاجات الخمر الفارغة ، وتجد ان مقام "جعفر بن ابي طالب" يتساقط الطلاء فيه ، ونافورة الماء فيه معطلة او غارقة بالاوساخ والذباب ، او ان سقف المسجد يدلف الماء شتاء ، وهكذا تتوالى القصص ، واحدة تلو اخرى ، حول مساجد مختلفة في مناطق مختلفة من المملكة.
رئاسة الوزراء ابلغت نائبا من عجلون انها طرحت عطاء مسجد عجلون الكبير ، والواقع ان الناس كلهم على استعداد ، الاثرياء والفقراء ، للتبرع لترميم المسجد ، لا احد يبخل الا من اسودت بصيرته. بدلا من انتظارنا اموال الخزينة التي تعاني من المديونية والمشاكل ، ولتعلن الجهات الرسمية ان لا مال لديها ، ولتطلق حملة لجمع المال ، بدلا من اغلاقه لمدة عامين.هل المساجد تغلق اصلا؟ وهل هي محال تجارية انتهى ترخيصها.
مسجد عجلون كان المنارة الاثرية ودرب السائرين وسط الجبال عبر قرون ماضية ، ويعود تاريخه الى العهد الايوبي بني بأمر من الملك الصالح نجم الدين ايوب صاحب مصر سنة 645 هجري 1247 ميلادي تحت اشراف نائبه الامير علاء الدين ايدكين بن عبدالله وبحضور الظاهر بيبرس الذي حضر مع المماليك قبل ان يصبح سلطانا ، ومثل هذا التاريخ يتم هدره اليوم ، تحت عناوين مختلفة ، وهو هدر لا يليق ببلد كان ناصية الفتح الاسلامي وغرته المحجلة ، وهو ايضا ناصية الفتح المقبل وخلاص هذه الامة ذات يوم مقبل بلا شك ، ولا ارتياب.
لم تقصر الدولة تجاه مواقع استشهاد الصحابة ومقامات الانبياء ، غير ان ملف المساجد بحاجة الى معالجة ، بدلا من نقص مئات الخطباء والائمة ، وفقر المعينين الى درجة استحقاق الصدقة ، وبدلا من تحول المساجد الى معالم اثرية مهملة. في هذا البلد تحديدا لا يجوز ان يطمس التاريخ او يتم محوه بأيدينا ، وفي هذا البلد بالذات "مليارات مخزنة" للمواطنين في المصارف ، يتم انفاقها على اي شيء ، ويتم اهمال مثل هذه المواقع ، ولتعلن الجهات ذات الصلة طبيعة المشكلة ، ولتفتح الباب للتبرعات ، لان هناك بيننا من فيه من "نور محمد" صلى الله عليه وسلم ، ولن يبخل على مسجد عجلون ، وغيره من مواقع.
"المسجد" بات مثل "الدكانة" ، لدى بعضنا فيتم اغلاقه لمدة عامين.
عجبي،،.
mtair@addustour.com.jo