ليس من حقنا ولا هو واجبنا!!.
امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعتبر الهيئة العامة السياسية لكل الشعوب والأمم والدول، لم يجد نتنياهو ادنى حرج في الكذب على العالم وفي تقديم مطالباته من العرب والمجتمع الدولي، بما في ذلك مطالبته العرب وهذا المجتمع الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية يحظر على المسلمين والمسيحيين وسواهما الاقامة فيها، وهي مطالبة ممارسة على ارض الواقع ولم يتحرج عن طرحها لأن الرئيس الاميركي باراك اوباما طالب بها، ودون أن يتوقف عند حقيقة أن ميثاق الامم المتحدة ومبادئها وقراراتها وتوصياتها لا تقر مثل هذه المطالبة، فوق كونها مطالبة دينية مرفوضة، اذ حتى في اكثر ما يمكن اعتباره دولا دينية يعيش على ارضها وفي حمايتها اتباع الديانات الثلاث، دون أن يرفض او يطرد او يعاقب مسلم لأن دينه الاسلام أو مسيحي لأنه يدين بالمسيحية أو يهودي من اتباع الديانة اليهودية.
الرئيس اوباما حمل هذه المطالبة من البيت الابيض الى الجمعية العامة، فالاوروبيون لم يرفعوا اصواتهم موافقين أو رافضين، وعليه فإن الغربيين لا يقفون ضد حق العودة الذي تنص عليه وتقرره الامم المتحدة، بل ووقفوا جميعا مع طرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم، وسلوك كهذا عنصري ومدان ومعبر عن حقد على الاسلام وعلى المسيحية الحقيقية يوصد كل فرص السلام العادل والتسوية العادلة وتبقي على مآسي الشرق الاوسط في مكانها مع تعميقها وتوسعتها.
واذا كان الاميركيون والاوروبيون ودول غربية اخرى مع يهودية الكيان الصهيوني فأن السؤال لماذا اذن لا يقفون ضد المستوطنات الصهيونية المقامة او التي ستقام على ارض فلسطين؟ ولماذا لا ينفذ احد قرارات الامم المتحدة الخاصة بعودة الفلسطينيين وعلى الاقل الى الضفة الغربية وقطاع غزة؟! وحتى قرار التقسيم لم يتحدث عن دولة يهودية في مواجهة دولة مسلمة ؟ مسيحية، لكن هذه الامور لا تستوقف الغربيين الذين ايدوا طروحات نتنياهو او الذين التزموا صمت الموافقة عليها.
ومع هذا يواصل الجميع البحث عن السلام عبر مبادرات ومقترحات ولجان ومؤتمرات تحاول - كما قلت مرة - اصطياد السمك في البحر الميت، وعليه فليس من حقنا ولا هو واجبنا ان نواصل هذه المساعي لأنها أشد خطورة علينا من الغزو والتدمير وحروب الابادة.