ليس من حقنا ولا هو واجبنا!!.

تم نشره الأحد 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 11:18 صباحاً
ليس من حقنا ولا هو واجبنا!!.
خالد محادين

 الحديث المكرر عن تطرف نتنياهو وعن سوئه وعن تمرده وعن رفضه للآخر، لا قيمة له ولا معنى، فالكيان الصهيوني العنصري هو كيان العنصريين الذين لا يجوز التفريق بينهم، أو الحديث عن اقلهم أو اكثرهم عنصرية، وحتى اسحق رابين الذين قيل أنه اختار السلام بعد الحرب بعد كل المجازر التي ارتكبها وصفته غولدا مائير رئيسة وزراء هذا الكيان سابقا بأنه الرجل الذي لا يعرف الرب طريقا الى قلبه، وشمعون بيريز ابو الشرق الاوسط الجديد سفك من دماء الفلسطينيين انهارا دون أن تهتز له شعرة واحدة، وقس على هؤلاء كل قادة الكيان الصهيوني منذ زرعه في وسط الوطن العربي، وتجاوزت ممارساته كل ما سبق لنظام عنصري أن مارس ضد الاخرين.

 

امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعتبر الهيئة العامة السياسية لكل الشعوب والأمم والدول، لم يجد نتنياهو ادنى حرج في الكذب على العالم وفي تقديم مطالباته من العرب والمجتمع الدولي، بما في ذلك مطالبته العرب وهذا المجتمع الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية يحظر على المسلمين والمسيحيين وسواهما الاقامة فيها، وهي مطالبة ممارسة على ارض الواقع ولم يتحرج عن طرحها لأن الرئيس الاميركي باراك اوباما طالب بها، ودون أن يتوقف عند حقيقة أن ميثاق الامم المتحدة ومبادئها وقراراتها وتوصياتها لا تقر مثل هذه المطالبة، فوق كونها مطالبة دينية مرفوضة، اذ حتى في اكثر ما يمكن اعتباره دولا دينية يعيش على ارضها وفي حمايتها اتباع الديانات الثلاث، دون أن يرفض او يطرد او يعاقب مسلم لأن دينه الاسلام أو مسيحي لأنه يدين بالمسيحية أو يهودي من اتباع الديانة اليهودية.

 

الرئيس اوباما حمل هذه المطالبة من البيت الابيض الى الجمعية العامة، فالاوروبيون لم يرفعوا اصواتهم موافقين أو رافضين، وعليه فإن الغربيين لا يقفون ضد حق العودة الذي تنص عليه وتقرره الامم المتحدة، بل ووقفوا جميعا مع طرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم، وسلوك كهذا عنصري ومدان ومعبر عن حقد على الاسلام وعلى المسيحية الحقيقية يوصد كل فرص السلام العادل والتسوية العادلة وتبقي على مآسي الشرق الاوسط في مكانها مع تعميقها وتوسعتها.

 

واذا كان الاميركيون والاوروبيون ودول غربية اخرى مع يهودية الكيان الصهيوني فأن السؤال لماذا اذن لا يقفون ضد المستوطنات الصهيونية المقامة او التي ستقام على ارض فلسطين؟ ولماذا لا ينفذ احد قرارات الامم المتحدة الخاصة بعودة الفلسطينيين وعلى الاقل الى الضفة الغربية وقطاع غزة؟! وحتى قرار التقسيم لم يتحدث عن دولة يهودية في مواجهة دولة مسلمة ؟ مسيحية، لكن هذه الامور لا تستوقف الغربيين الذين ايدوا طروحات نتنياهو او الذين التزموا صمت الموافقة عليها.

 

ومع هذا يواصل الجميع البحث عن السلام عبر مبادرات ومقترحات ولجان ومؤتمرات تحاول - كما قلت مرة - اصطياد السمك في البحر الميت، وعليه فليس من حقنا ولا هو واجبنا ان نواصل هذه المساعي لأنها أشد خطورة علينا من الغزو والتدمير وحروب الابادة.

 

kmahadin@hotmail.com

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات