ما الجديد في مقابلة الملك مع "هآرتس" ؟

تم نشره السبت 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 11:04 صباحاً
ما الجديد في مقابلة الملك مع "هآرتس" ؟
فهد الخيطان

معاهدة وادي عربة لن تكون بديلا عن السلام الشامل والعادل

10/10/2009

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك عبدالله الثاني عن شروط الحل العادل للقضية الفلسطينية فقد دافع مئات المرات عن حل الدولتين وعمل من أجله باخلاص وحذر مرارا من أن غياب الحل او تأجيله سيجلب المزيد من الويلات والحروب للمنطقة وان اسرائيل لن تشعر ابداً بالأمن ما دامت تحتل اراضي العرب.

الجديد في مقابلة جلالته مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية هو التركيز على العلاقة الاردنية الاسرائيلية وما آلت اليه بعد 15 سنة على معاهدة وادي عربة, ومستقبل هذه العلاقة في ضوء السياسة الاسرائيلية المتعنتة وميلها المتنامي نحو المزيد من العدوانية والحروب.

في وصف الملك, العلاقة مع اسرائيل »تزداد برودة« ».. ومن المستحيل تقريبا ان يقوم اردني بزيارة اسرائيل..« ويضيف »التجارة بيننا تقريبا غير موجودة, اذا ما استثنينا المدن الصناعية المؤهلة«. ويمكن القول بشأن هذه المناطق انها في الطريق الى الزوال.

وكان الاعتقاد السائد لدى بعض النخب السياسية ان معاهدة السلام مع اسرائيل هي نهاية المطاف وهي السلام بعينه, لكن الملك في المقابلة يذكِّر بحقيقة غابت عن هذه النخب وستفاجئ الاسرائيليين ايضا وهي »ان اتفاقية السلام وقعت كجزء من عملية تحقيق السلام الشامل. ولن تتقدم علاقاتنا نحو المستويات الممكنة ولن تصل إمكانات المنطقة برمتها الى مداها الا اذا تحقق السلام الشامل«.

بهذا المعنى فأن معاهدة السلام وبعد 15 سنة بدأت تفقد قيمتها السياسية بالنسبة للاردن اذا لم يكن هناك سلام شامل وعادل يضمن انسحاب قوات الاحتلال من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. فقد اكدت تجربة السنوات الخمس عشرة بان الاتفاقيات المنفردة لا يمكن ان تكون بديلا عن السلام الشامل والعادل.

وعندما سُئل عن سبب قلقه مما يجري في القدس عاد الملك ليذكِّر الاسرائيليين مرة اخرى بان الاجراءات احادية الجانب في المدينة المقدسة ستهز العلاقة مع الاردن »وستفجر شرارات اشتعال كبيرة في العالم الاسلامي برمته«.

لم تعد العلاقة مع اسرائيل لا بل ومعاهدة وادي عربة خطا احمر اردنيا كما كان في السابق. وبدلا من ان تبقى عبئا على الاردن ها هي اليوم مطروحة على الطاولة لغايات التوظيف السياسي كوسيلة ضغط على اسرائيل.

على المدى القصير يسعى الملك الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاماكن المقدسة في القدس ولهذا حذر الجانب الاسرائيلي من ان ما يحصل سيهز العلاقة مع الاردن.

اما على المدى البعيد فان تمسك اسرائيل بسياساتها الحالية تجاه شروط الحل العادل يعني ان العلاقة الاردنية الاسرائيلية »التي تزداد بروداً« ستدخل في حالة موت سريري وتصبح المعاهدة حينها وكأنها جزء من الماضي.

اننا ازاء قراءة جديدة وشجاعة لقضية الأمن الوطني الاردني التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل حل القضية الفلسطينية وبداية لمراجعة كنا بأمس الحاجة اليها.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات