غذاء الغلابة في ايد أمينة

لا شك ان خطوة الحكومة بتأسيس الشركة الوطنية للامن الغذائي والتموين ستقابل بهجمة شرسة ممن مارسوا الاحتكار وادخلوا المواطن في ضنك ارتفاع الاسعار.
المستفيدون من هذه الخطوة التي وجه اليها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الشهر الفضيل لحماية الأردني صاحب الدخل المحدود، لا بد وانهم سيتنفسون الصعداء بعد شهر صيام غلت فيه الاسعار الى درجة تخلي المواطنين عن مواد اساسية في سبيل السترة.
وان كانت وجهة البلاد الانفتاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار الاجنبي والمحلي للنهوض بمشاريع تعود بالمأمول على الوضع الاقتصادي العام، الا ان لكل قاعدة استثناءاتها، خاصة اذا كان الامر يمس قوت الاردني ومعيشته.
فالجدل حول توقيت القرار وتوظيفه في مسارات بعيدة عن هدفه الحقيقي، لا يسمن ولا يغني من جوع، لان المهم في هذه الشركة انها ستوفر الغذاء وتشرف على تسويقه.
ولعل الاهم عند المستفيدين من هذا المشروع ان القلق سيغادر بالهم من سلعة منتهية الصلاحية قد تمتد على موائدهم و تدخل الى بطونهم على حين غرة. فوجود القوات المسلحة الى جانب الحكومة في هذا المشروع سينشر الطمأنينة بين الناس لان الحسبة لن تقوم على حصد الارباح بقدر ما هي توفير لقمة العيش الكريم لشعب صامد في كل وجه التحديات والمؤامرات.
الفساد لن يعرف طريقه الى غذاء الغلابة، لانه سيصبح قريبا في ايد امينة.