تسعير سياسي أم اقتصادي

تم نشره الأحد 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 11:19 صباحاً
 تسعير سياسي أم اقتصادي
د.فهد الفانك

جاء قرار الحكومة بإعادة تسعير المشتقات النفطية ليخفض الأسعار بحوالي 2% في الوقت الذي كان سعر البترول العالمي يرتفع بنسبة 5% ، فما تفسير ذلك؟ وهل كانت الاعتبارات السياسية أم الاقتصادية خلف القرار.

 

من الطبيعي أن نرحب مع جمهور المستهلكين بقرار التخفيض ولو كان طفيفا ، ليس فقط لأنه يجيء بعد ثلاثة قرارات متوالية بزيادة الأسعار، بل أيضا لأنه جاء في الوقت الذي كانت التوقعات تدور حول نسبة الزيادة في الأسعار هذه المرة ، خاصة وقد لامس السعر العالمي للبرميل 78 دولارا، لأول مرة هذه السنة.

 

نفهـم أن الأسعار المعلنة للمشـتقات النفطية لا تتوقف على سعر البترول الخام وحده، فالأسعار العالمية للمشتقات تتأثر بعوامل كثيرة كالنقل والضرائب وتكاليف التكرير والمواسم ومدى قـدرة المصافي على إنتاج الكميات المطلوبة إلى آخره، كما تختلف من بلد إلى آخر، وإن ظل البترول الخام هو العنصر الرئيسي، لأنه يشـكل 61% من الكلفة الكلية. وفيما يتعلق بالأردن بالذات تصل حصة المشـتقات النفطية المستوردة إلى حوالي 5ر38% من فاتورة البترول الكلية.

 

ليست هذه مطالبة برفع الأسعار، خاصة وأن الرفع لن يذهب إلى الخزينة كإيرادات عامة، بل لأرباح المصفاة التي لا نسمع لها صوتا فيما يتعلق بعملية التسعير الشهرية ،فهي لا تؤيد ولا تعترض بل تنفذ بصمت.

 

يبـدو واضحا أن رضى المصفاة عن أسـلوب التسعير هو الذي يفسر صمتها، فلو كانت الأسعار المعلنة تقل عن الكلفـة أو تؤدي لتقليل هامش الربح لكنـا قد سمعنا صوتها عاليا، حتى ولو كانت مشغولة بطبخة عطاء التوسعة وتداعياتها.

 

تصمت المصفاة لأن الحكومة ما زالت تسمح لها عمليا بممارسة حقوق الامتياز واحتكار السوق بعد إنتهاء الامتياز، فالمفروض أن يفتح باب الاستيراد لجميع المشتقات النفطية وأن يكون على المصفاة أن تنافس في سوق حرة.

 

في حالتي التسعير الشهري والتوسعة القادمة، هناك مكان للمزيد من الشفافية ، فما هي مصادر الأسعار العالمية التي تأخذ بها اللجنة الحكومية، ولماذا لا تأخذ الحكومة دورا أكبر في المسـار الذي يجب أن تأخذه عملية التوسـعة التي تعتمد أساسا على تجديـد الامتياز، وجلاء علامات الاسـتفهام والتعجب التي تحيط بأكبر مشروع مؤثر.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات