سياسة حكومية تشجع على هجرة الكفاءات

تم نشره الخميس 29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 04:02 صباحاً
سياسة حكومية تشجع على هجرة الكفاءات
فهد الخيطان

لم اسمع عن دولة في العالم تشجع مواطنيها من اصحاب الخبرة والكفاءة على الهجرة للخارج كما هو الحال في الاردن. الدول النامية التي تطمح لتطوير اقتصادياتها وتحقيق معدلات افضل في التنمية تبذل كل ما بوسعها لاستعادة الادمغة المهاجرة وتقدم لهم الحوافز والتسهيلات للعودة الى الوطن والمساهمة في عملية البناء والتقدم.

استوقفتني في الأيام الاخيرة تصريحات لمسؤولين حكوميين خلال استقبالهم لنظراء من دول عربية شقيقة مفادها ان »الاردن يضع امكاناته الصحية في خدمة الاشقاء« في الدولة الفلانية. و»استعدادنا« لتزويد الدولة الشقيقة باحتياجاتها من الكوادر الطبية والتمريضية. لا يقصد المسؤولون بالطبع ارسال الاردنيين للعمل كمتطوعين وانما بعقود عمل مجزية. ربما يكون لهذه السياسة فوائد اقتصادية فهي تساهم في تحسين ظروف الناس المعيشية وترفع من قيمة تحويلات المغتربين, لكن هذه السياسة تصبح مشروعة ومبررة عندما يكون لدينا فائض من الكوادر المدربة والمؤهلة. اما في الوضع الحالي فإن سياسة تشجيع الهجرة تحتاج لوقفة مراجعة فالمستشفيات والمرافق الطبية الاردنية تعاني من نقص شديد في الكوادر الطبية ينعكس بشكل سلبي على مستوى الخدمات المقدمة وتنفق الدولة الملايين على تعليم وتأهيل تلك الكوادر ليس لتقدمها على طبق من ذهب للآخرين وانما لتوظيفها في صالح الدولة والمجتمع. ومنذ يومين فقط كان جلالة الملك يعاين نقص الكوادر في مستشفى الامير حمزة ويوعز للجهات المسؤولة سد النقص وتوفير الطواقم الطبية المؤهلة لتقديم خدمات افضل للمواطنين.

العمل في الخارج خاصة في دول الخليج يغري الكثيرين وذلك يسبب لنا ازمة كوادر ومن واجب الدولة ان تقدم لهؤلاء الامتيازات الوظيفية التي توفر لهم حياة كريمة في بلادهم.

ان من يرغب بالاطلاع على نتائج سياسة تشجيع هجرة الكوادر الى الخارج بوسعه ان يعاين واقع التعليم العالي في الاردن. ففي السنوات الاخيرة »طفش« المئات من افضل الاساتذة الى الخارج بفضل هذه السياسة وممارسات اخرى سلبية في الجامعات الرسمية الامر الذي انعكس بشكل كارثي على مستوى التعليم العالي حيث تواجه معظم الجامعات اليوم نقصا كبيرا في الاكاديميين المؤهلين واصحاب الخبرة وفي المقابل لم ننجح في استعادة الا الاعداد القليلة من الادمغة الاردنية المهاجرة من مختلف القطاعات.

في المشهد الاردني مفارقات عجيبة حقا فنحن ندفع المؤهلين للهجرة ونتبرع بهم للدول الشقيقة وفي ذات الوقت نتوسع في سياسة الاعتماد على الخبراء الاجانب في شتى القطاعات.

وننتهج من السياسات ما يساهم في تدمير قطاع الثروة الحيوانية ثم نبحث في استيراد اللحوم الحمراء من موريتانيا وجورجيا وحتى من الصومال كما صرح مسؤولون من قبل. واستقدام عمال الزراعة من اندونيسيا والخادمات من اثيوبيا.

اخشى ان نصحو يوما وقد هاجر كل الاردنيين ولم يبق في البلاد غير العمال الوافدين وشركات العلاقات العامة التي تدير مشاريعنا وتشرف على خططنا.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات