شبكة التزوير.. أول الغيث أم آخره!

خبر نشرته وسائل الإعلام قبل يومين عن جهد كبير استطاعت من خلاله
إدارة الأمن الوقائي في الأمن العام القبض على عناصر شبكة
يتزعمها رجل أعمال تقوم بعمليات تزوير إقامات للاشقاء العراقيين،
ووصل بها الامر ان تصل الى حد تزوير توقيع وزير الداخلية الحالي
وتقديم المعاملة إلى الامن العام لاستصدار إقامات فضلا عن تزوير
اوراق من بنوك تنص على وجود ارصدة لطالبي الإقامة وهي من الشروط
القانونية.
عمل هذه الشبكة باتجاهين؛ الأول على حساب الدولة عبر تزوير
الأوراق والتواقيع وإعطاء اقامات لأشخاص قد لا يكونون من مستحقيها.
والاتجاه الآخر على الأشقاء العراقيين الذين كانوا يدفعون الأموال لهذه المجموعة
بدل خدماتها، ولم تحصل لهم على معاملات نظيفة بل معاملات مزورة لمسؤولين
حكوميين او لإدارات بنوك.
والخطورة في الأمر تلك الجرأة على التزوير في معاملات جهات أمنية
وهي وزارة الداخلية.
ولا ندري هل التزوير كان لتواقيع ام لأختام.
ولا ندري كم كان حجم عمليات التزوير ومددها الزمنية؛ أي منذ متى
بدات وكم عدد المعاملات، وماذا سيحل بالضحايا من جهات رسمية او اشخاص.
اسئلة كثيرة يجب أن تفتح ايضا ملفا كبيرا هو ملف معاملات
وتسهيلات الاشقاء العراقيين وتحديدا اصحاب الاموال الذين كانوا
بحاجة الى كل تسهيل رسمي، وربما فتح هذا بابا لعلاقات مع من
يملكون منح التسهيلات او منعها، أو لوسطاء ومتنفعين، او ما يمكن
ان نسميه تجارة التسهيلات.
لا نشك في ذمم احد لكننا نقول إنها تجارة ومعاملات كثيرة فتحت
بابا للفساد والتزوير. وهنالك من حاول استغلال علاقاته.
القضية التي نسجل لرجال الامن الوقائي متابعتها وكشفها ونقدر لهم
مهنيتهم العالية تفتح بابا واسعا لا بد للدولة من متابعته ليس
عبر هذه الشبكة فقط بل لتتبع أي فساد او إفساد او خروج عن
القانون او عن واجبات الوظيفة من أي شخص مهما كان كبيرا او
صغيرا، وسواء كان عاملا او خارج الخدمة.
لا نفترض وجود الفساد او نوجه اتهاما، لكننا نطلب فتح الملف
لغايات المتابعة، ولأن الدولة بأجهزتها تعلم الكثير من تفاصيل
بعض الشبكات أو الفعل الشخصي لاشخاص عملوا على تكوين الثروات من
هذه المرحلة.
فتح هذا الباب أشبه بقيام أحدنا بتنظيف بيته بشكل جاد وكلي، فيما
لو سمع أن حشرة مؤذية حوله، او بعد أجواء غير آمنة.
التحقيق وفتح بعض الملفات جزء من حرص الدولة على قوة مؤسساتها.
ومرة اخرى تحية لرجال الامن الوقائي وتحية عظيمة سنوجهها لأي
مسار يتابع كل التفاصيل، ويصل الى أي تجاوز ايا من كانوا
"أبطاله".