ما لا يقبل التأجيل!!

تم نشره الإثنين 09 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 02:42 صباحاً
ما لا يقبل التأجيل!!
خيري منصور

قد يفوّت المثقفون العرب وبالتحديد الفلسطينيون منهم فرصة تاريخية الى الابد اذا لاذوا بالصمت ازاء ما جرى وما يستمر في الجريان ، وهي الفرصة التي اضاعها الروائي الفرنسي فلوبير على حد تعبير سارتر عندما ادار ظهره لما جرى خلف نوافذ منزله. ولعل ما يحدث الان من انفراط وتسيب وبلطجة سياسية وانفلات امني وانشقاق آخذ في التفاقم ليس نبتا شيطانيا ، فما حبلت به الايام هو الذي استولدته القابلة وربما استبدلته،،

لقد انتهى الامر الى البحث عن النجاة باي ثمن ، ومن سبق كما يقال اكل اللحم والمرق وليس النبق فقط ، والثوار المتقاعدون زبائن لارقى واغلى الفنادق والمنتجعات في العالم ، ومن كان يستحلب لعاب الفقراء وهو يعدهم باعادة الاعتبار اصبح الان يطبخ لحمهم بدون ذبح ، وبالامس جرى حوار صريح بيني وبين متقاعد لا يشكو الا من منع التدخين في الطائرات وتزوير الكافيار الروسي وعدم معرفة ابنه الاصغر باللغة العربية دفعني على الفور الى صرخة لا سبيل الى تأجيلها فما من اجل هذا مات الناس وشردوا وسجنوا ووعدوا بالعودة فعادوا لكن الى منفى آخر اكثر صقيعا ، تماما كما حدث لسانت مونت كريستو عندما حفر في جدار الزنزانة بحثا عن النجاح فوجد نفسه في زنزانة اضيق.

ولم يذهب بعيدا ذلك الصديق الذي قال ان للثورات ايضا صناديق تقاعد ، لكن من يتولى صرفها هم المستفيدون من تدجين الثورات ومن تحويل من كانوا راديكاليين وغلاة في مطالبهم من اجل التغيير الى غلاة في الدفاع عن كل ما جاؤوا ليغيروه ، ونالوا ما نالوا باسم هذا الشعار،

ان متوالية لا يتعذر رصد محطاتها هي التي اوصلتنا الان الى حافة الهاوية ، فهل كان الناس مضبوعين ولم يحالفهم الحظ فترتطم رؤوسهم بسقف المغارة ام ان الغواية كانت حاذقة ، عندما تقمص الكومبارس دور البطل.

ان من حق كل من فقد اخاه او ابنه او اباه او بيته في الطريق الى إيثاكا الموعودة ان يحول السؤال البريء الى مساءلة اخلاقية وقانونية ولا يمكن لعاقل او مجنون ان يتصور بان من تآمر على سعيد اخاه كي ينجو بمفرده قد ظفر بالنجاة ، اعرف اننا جميعا نشعر بالجرح اذا اقتربنا من هذا السكوت عليه بل المتواطأ عليه ، خشية من تأويل يصل حد التقويل ، فقبل اربعة عقود عجاف كتب د. صادق العظم كتابه في نقد فكر المقاومة ، وهو الكتاب اللاحق لكتابه نقد الفكر الديني ، ثم فوجئ بان اذاعة اسرائيل تقدم نماذج من الكتاب كي تخلط الاوراق ، لانها معنية بالدفاع عن اخطاء العرب باعتبارهم اعداء ، وهكذا صرنا نخاف من النقد الذاتي خشية من استثماره لمن يتربصون ويصطادون في الدم وليس فقط في الماء العكر ، لكن ما انتهت اليه الكوميديا الملونة والتي تتقلب من الاسود الى الرمادي والاحمر اصبح يتحدى وعينا كاطراف وكشهود ، وليس معقولا ان ينوب عنها صحفي سويدي او كاتب يهودي او ناشط ايطالي ، لاننا عندئذ سنتحول الى هباء ، لان الضحية الخرساء تنتهي محرومة حتى من الشهود ، وقد تكتمل الجريمة بسبب هذا الصمت،



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات