حملة للتطهير من الاكاذيب والاضاليل

تغييرات وتبديلات كثيرة على الساحة الدولية تغري بالقيام بحملة تطهير من الاكاذيب والاضاليل التي سممت بها الدوائر الصهيونية في اوروبا والولايات المتحدة افكار ووعي الرأي العام العالمي تجاه حقائق الصراع وخاصة الجانب الرئيسي منه وهو مسألة الاحتلال.
لقد عاشت القضية الفلسطينية 7 سنوات عجاف منذ عام ,2002 بداية مرحلة التنسيق بين بوش وشارون. والتي تمثلت بالحملة العسكرية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق, المعروف بوحشيته وعنصريته, على مواقع السلطة الوطنية الفلسطينية وتدميرها والتي أنهيت بمحاصرة ياسر عرفات في مقره برام الله ودس السم له.
بموازاة هذه الحرب القذرة جرى خلال هذه السنوات شن حملة سياسية واعلامية شاملة ومكثفة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية, اطراف هذه الحملة هم اسرائيل, والدوائر الصهيونية واصدقاؤها, اصحاب النفوذ في الاحزاب والحكومات ووسائل الاعلام في الدول الاوروبية وامريكا.
لقد تمت اكبر عملية تزوير وتضليل وتحريف للحقائق لم يعرف التاريخ لها مثيلاً. فلقد تم صك آلاف المصطلحات السياسية والاعلامية التي كان هدفها تحويل الجلاد الى ضحية, والتعاطف مع قوة الاحتلال مقابل العداء للشعب الواقع تحته.
تحت مظلة الحرب على الارهاب, اصبحت المقاومة التي تؤيدها مواثيق جنيف وقوانين حقوق الانسان ارهابا, وتم تبرير الهجوم الاسرائيلي المدمر مرات ومرات على مدن ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة بانه دفاع عن النفس. الاف المنازل دمرت وقذف بالعائلات الى الشوارع لتعيش تحت الخيام في العراء. كما جرى قتل اكثر من 4 الاف فلسطيني. بينهم حوالي 500 طفل. وتم اعدام قادة المقاومة بدم بارد بالطائرات, بمن فيهم شيخ المقاومة احمد ياسين الذي كان يقضي حياته مُقعْدا على كرسي للمعاقين. وسيق الى المعتقلات من دون محاكمات 10 الاف فلسطيني بينهم نساء واطفال. وفرض على المدن في الضفة اكثر من 500 حاجز حولها الى سجون حقيقية. ثم جاء الجدار العنصري العازل الذي يخالف القوانين الدولية, الى ان كانت حملة الرصاص المسكوب على غزة التي قتلت 1400 مدني فلسطيني ودمرت 55 الف منزل.
امام هذه الصورة السوداء التي تضاهي ما جاء في ابشع فصول العهد النازي وقفت الحكومات الديمقراطية في الولايات المتحدة وفي معظم الدول الاوروبية الى جانب اسرائيل, في ظاهرة نفاق مشينة لا اخلاقية, وكان آخر فصول هذا النفاق احتفالات المانيا بذكرى هدم الجدار بين برلين الشرقية والغربية, ولو تابعنا كلمات القادة الاوروبيين وفي مقدمتهم الامريكية هيلاري كلينتون لوجدناهم يتحدثون عن الجدار كجزء من ماض يجب ان لا يعود, لكنهم تجاهلوا متعمدين اي اشارة للجدار الذي يتم بناؤه في القرن الواحد والعشرين رغم انه يحمل ادانة من الجمعية العامة للامم المتحدة ومن محكمة العدل الدولية.
نحن امام كوم هائل من (زبالة اعلامية وسياسية) يجب تطهير الرأي العام العالمي من آثارها المخزية. وهذا عمل الساسة والدبلوماسية ووسائل الاعلام العربية والصديقة. واهم من ذلك هو عمل منظمات حقوق الانسان الدولية ومنظمات المجتمع المدني في اوروبا. يجب التركيز في هذه الحملة على الوجه الحقيقي لاسرائيل كدولة احتلال, عنصرية بامتياز, دولة سجون ومعتقلات, وصاحبة حروب ابادة وجرائم حرب.
حان الوقت لفتح ملفات هذا الكيان العنصري. وتصحيح المصطلحات المقلوبة, فالمقاومة ليست ارهابا, بينما الاحتلال جريمة, وآلاف المعتقلين هم اسرى, وحروب الاحتلال على الشعب الاعزل المحاصر الواقع تحت نير احتلاله ليست دفاعا عن النفس. فيما الانتفاضة حق من حقوق الانسان, والحصار على غزة جريمة انسانية, والحواجز والاعتداءات على الاقصى والتراث الديني الانساني في القدس المحتلة جرائم عنصرية متطرفة, اما الجدار فهو عار على الانسانية في القرن الحادي والعشرين.