انها سياسة الاسترضاء فلا تتعجبوا

تم نشره الخميس 12 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 02:22 صباحاً
انها سياسة الاسترضاء فلا تتعجبوا
فهد الخيطان

ارتفعت في الايام الاخيرة اصوات عديدة تنتقد تشكيلة مجالس امناء الجامعات الرسمية لا لأسباب اكاديمية, وانما لانها استثنت ابناء عشائر ومناطق معينة من التشكيلة. فقد عبر نواب عن احتجاجهم وبعثوا برسائل الى رئيس الوزراء يستنكرون عدم تعيين اكاديميين من ابناء مناطقهم وقواعدهم الانتخابية في عضوية تلك المجالس.

في السنوات الاخيرة كان هذا النوع من الاحتجاج يبرز عند تشكيل الحكومات و"توزيع" المناصب العليا في الدولة, وقد واجهت حكومة عدنان بدران ازمة مع مجلس النواب بعد ما تبين ان تشكيلتها تخلو من وزراء من محافظات الجنوب مما استدعى تعديلا وزاريا عاجلا لاحتواء حالة الغضب. غير ان الظاهرة اخذت في الاتساع مؤخرا, وصار التمثيل المناطقي او الجهوي هو المعيار الذي يحدد الموقف من مختلف الهيئات والتعيينات الحكومية. وفي كل مناسبة يلتقي فيها مسؤول في الدولة مع مواطنين من خارج العاصمة تحديدا يخرج من بين الحضور من يحتج على استثناء ابناء المنطقة من تعيينات الفئة العليا في الدولة كما يشكل هذا "الهم" بندا دائما على اجندة النواب وخطاباتهم تحت القبة عند مناقشة البيان الحكومي او مشروع قانون الموازنة.

لا نستطيع ان نلوم من اعترضوا على استثناء ابناء عشائرهم ومناطقهم من تشكيلة مجالس الامناء او غيرها من المناصب الحكومية, ففي غياب معايير عادلة وفرص متساوية تصبح المحاصصة ملاذ المظلومين والمستبعدين.

والمسؤول عن ذلك بالطبع هي الدولة التي استبدلت اسس الكفاءة والخبرة والجدارة بسياسة الاسترضاء والتنفيع في التعيينات وليس غريبا ان يصل الداء الى مؤسسات التعليم العالي الذي يفترض ان تظل فوق الاعتبارات السائدة ولا يحكم عملها سوى معايير مهنية بحت فقد غامر السياسيون بسمعة هذه المؤسسات وزجوا بها في لعبة المصالح والتنفيع, ويعرف القاصي والداني ان تعيين رؤساء الجامعات في السنوات الاخيرة يتم بالوساطة ووفق مصالح واجندات شخصية وانسحب الاسلوب على مجمل الحياة الاكاديمية في تغييب متعمد للاسس والمعايير العلمية في الترقية وتعيين قيادات الصف الاول.

ان الانطباع العام لدى الغالبية العظمى من المواطنين بأن الوساطة والمحسوبية هي الطريق الوحيد للوصول الى الموقع العام, وهذا الانطباع لم يأت من فراغ وانما جاء استنادا الى سلوك تنتهجه الدولة ولم يعد يقتصر على التعيين في الوظائف بل طال المنتخبين سواء في البرلمان او البلديات ولهذا فقد الناس الثقة بالخطاب المعلن للدولة والشعارات المرفوعة عن المساواة في الفرص والعدالة في توزيع مكتسبات التنمية, وساد شعور عند الناس بأن من لا سند له في الدولة لن يحصل على حقه في المنافسة على الوظيفة او في الخدمات لمنطقته. فالمناصب تورث وتوزع كهدايا احيانا, ويشهد على ذلك كل تشكيل رسمي ابتداء من الحكومة وحتى اصغر هيئة في الدولة.

ولذلك لم يعد مستغربا ان نسمع اصوات المحتجين لعدم تمثيل عشائرهم ومحافظاتهم بعد ان اصبحت سياسة الاسترضاء والمحاصصة هي السائدة في البلاد.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات