أزمة القطاع العقاري

تم نشره الإثنين 16 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 01:17 صباحاً
أزمة القطاع العقاري
د.فهد الفانك

باعتبار أن سكان العاصمة عمان يناهزون مليوني نسمة ويعيشون في 400 ألف وحدة سكنية ، فإن حاجتهم للشقق السكنية لمواجهة النمو الطبيعي تتراوح حول 18 الف شقة سنويا أكثرها إن لم يكن كلها متوفرة وجاهزة حاليا.

في حالة كهذه من الصعوبة بمكان أن يحدث فائض خطير في الشقق السكنية في عمان لمدة طويلة ، فالنمو السكاني السريع كفيل باستيعابها.

هناك اعتقاد سائد بأن أسعار الشقق هبطت بنسبة 15% عن الأوج الذي كانت قد وصلت إليه في منتصف عام 2008 ، وقد حال عاملان دون الهبوط الشديد في الأسعار ، أولهما النمو الطبيعي للسكان ، والثاني استعداد البنوك لتمويل القروض السكنية بفوائد معقولة تتراوح حول 5ر8% سنويا تحسب على الرصيد المتناقص.

المشكلة تكمن في المباني التجارية المخصصة للمكاتب ، وفي هذا المجال يمكن القول بأن هناك فقاعة في حالة تهدد بالانفجار ، إذ أن الأبنية التجارية ذات الطوابق العديدة التي تكاد تصل إلى مرتبة ناطحات سحاب ، سواء كانت جاهزة أو تحت الإنشاء ، تكفي دوائر الأعمال ، تحت أحسن الظروف ، ولمدة عشر سنوات قادمة.

هذه الفقاعة لا تواجه أصحاب هذه الأبنية التجارية فقط ، بل تتجاوزهم إلى البنوك التي تمول هذه العمارات الفخمة والعالية التكاليف ، والتي تبقى فارغة ولا تولد دخلا يمكن أصحابها من تسديد أقساط قروضهم وفوائدها.

يجب أن ينظر إلى القطاع العقاري بعد الآن على أنه قطاعان مستقلان: واحد إسكاني لا يواجه مشكلة تستحق الذكر ، والثاني تجاري يمثل فقاعة مرشحة للانفجار في وجه أصحابها ومموليها.

لا يجوز التمادي في إنكار هذه المشكلة والاستمرار في تضخيمها بحيث تنفجر في وجه الاقتصاد الوطني وليس في وجه أصحابها ومموليها فقط.

ليس هناك شبه يذكر بين الأزمة العقارية عندنا التي تقع على هامش الاقتصاد الوطني ، وبين الأزمة العقارية في أميركا التي كانت الشرارة التي أشعلت الأزمة الاقتصادية وأدخلت الاقتصاد الأميركي في نفق طويل من الركود الاقتصادي والنمو السالب وفقدان ملايين الوظائف.

هذا التوصيف المبدئي تنقصه الأرقام الفعلية التي تحدد عدد المكاتب الفارغة ، وعدد المكاتب تحت الإنشاء ، وحاجة العاصمة للمكاتب خلال سنوات قليلة قادمة. والمأمول أن تقوم دائرة الإحصاءات العامة بهذا المسح حتى لا يظل المستثمر العقاري يتحسس طريقه في الظلام.


 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات