اغفال البعد الاجتماعي في التسعيرة النفطية

من المفروض ان تكون تسعيرة المشتقات النفطية اكثر ثباتا واستقرارا ووفق قاعدة تحقق ذلك باعادة النظر في التسعيرة مع بداية كل فصل او كل اربعة اشهر اي ثلاث مرات في العام. لا نقصد الاشارة الى ان الحكومة لا تبادر عندما تنخفض اسعار النفط تنام على الموضوع اما عندما ترتفع فانها تبادر رأسا الى تبديل التسعيرة وفي كل الاحوال لا نرى انه من المناسب ان تستمر الحكومة تتصرف في هذا الشأن كالتاجر الشاطر ، والاهم في رأينا ان لا تكون مسألة تمس حياة الناس متقلبة بسرعة وان تدار الامور بعقلية السوبر ماركت او الدكاكين التي تعدل اسعارها وفق تقلبات السوق.

وارجو ان يكون اقتراحي هذا ركيزة لما هو اهم وهو البعد الاجتماعي المتوخى من التسعيرة النفطية ، ونقصد بشكل محدد المشتقات الضرورية للفقراء ولذوي الدخل المحدد وفي مقدمتها «الكاز» لاغراض التدفئة وكذلك اسطوانة الغاز التي باتت تستخدم على نطاق وساعات للحصول على تدفئة في الحد الادنى الضروري،،

ما نتمناه هو ان تبادر الحكومة مع بداية فصل الشتاء الى وضع تسعيرة تراعي البائسين الذين ترهق موازناتهم كلفة الحصول على الدفء الضروري لاسرهم مع ملاحظة ان ذلك البند هو عبء اضافي ، واذا علم ان ما تحققه الحكومة من فروق اسعار الكاز لا يتجاوز عشرة ملايين دينار سنويا فانه لو افترضنا انه تحقق كل ذلك في فصل الشتاء وعلى حساب عباد الله الفقراء فهو اقل من كلفة اي مؤتمر او سفريات لوزارة او لمجلس النواب او..او..

ماذا لو عاد ثمن «تنكة» الكاز ليصبح دينارا بدل عشرة دنانير وماذا لو قنن ذلك في اطار الرأفة الانسانية والتوازن الاجتماعي ، وربما يكون نظام الكوبونات احد الحلول وربما يكون تحديد كميات الكاز التي تباع لكل فرد مقدرة حسب ظروف كل عائلة.

اما اسعار الغاز فالحكومة تعرف انها مجزرة حقيقية وان غالبية الناس تعتمد على اسطوانة الغاز في فصل الشتاء للحصول على الدفء ، وهذا الامر يمكن تنظيمه عن طريق كوتا تعتمد فقط في فصل الشتاء ولا بد من تلمس الوسائل التي توفر الدفء وان تكون هنالك تسعيرة او نظام توزيع يراعي احوال الناس الذين ترهقهم الاسعار النفطية القائمة التي هي ليست في طاقتهم ونتحدث عن الضروريات ولا نتحدث عن السولار ولا البنزين بل نقول انه لا بأس من تحميل البنزين بل نقول انه لا بأس من تحميل البنزين بعض التبعات المالية المترتبة على خفض اسعار الكاز والغاز وبالتأكيد فان اية زيادة على اسعار البنزين وهي قائمة اصلا الان يمكن ان تكون على مدار السنة ليكون رفع اسعار البنزين لصالح دعم الكاز والغاز في فصل الشتاء موزعا ومعقولا ومبنيا على الضرورة وليس الطمع في تحقيق الحكومة لمزيد من الربح.

مجرد اقتراح ربما يكون من فضائله الاخرى ان يشعر الناس ان الحكومة موجودة وانها تحس بآلام وهموم ومعاناة ومتطلبات الناس. والله لا يضيع اجر من احسن عملا.