«تقية سياسية» !

تم نشره الأربعاء 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 02:30 صباحاً
«تقية سياسية» !
ماهر ابو طير

يحاورني راديو البلد ، البارحة ، والمذيع الألمعي حمزة السعود يُجيد عمله ، ولا يدعّي انه الاول ، فيسألني والنائب مبارك ابويامين حول رئاسة مجلس النواب والانتخابات المقبلة ، ومن سيكون رئيسا لمجلس النواب.

اهم فكرتين ، هي تلك التي قالها النائب مبارك ابويامين ، حول ان قواعد اللعبة البرلمانية هي التي يجب ان تتغير ، يأتي جوابه هذا في معرض الرد على الزميل السعود الذي يسأل بذكاء حول الذي سيتغير على مجلس النواب ، لو اصبح النائب عبدالكريم الدغمي رئيسا. وما يمكن استخلاصه من الكلام ، ان الرئاسة سواء كانت من نصيب المجالي او الدغمي ، فان الاهم هو تغيير القاعدة ، اي العلاقات ما بين الحكومة ومجلس النواب ، وبقية القوى ، وحدود صلاحيات النواب ، وربما وصولا الى ما يمكن اعتباره عرقلة النائب عبر تجميد معاملاته ، اذا نأى بموقف لا يحتمله احد. قواعد اللعبة البرلمانية لن تتغير بهذه البساطة ، والارجح ان السعي للتغيير سيكون مقيدا ، واي رئيس مقبل لمجلس النواب ستكون مساحات قدرته على التغيير ، محدودة لاعتبارات كثيرة. المجالي والدغمي كلاهما صاحب خبرة كبيرة ، وهما مُخضرمان ، غير ان ما يحدد تفاصيل المشهد لا هذا ولا ذاك ، فهناك قضايا عديدة تلعب دورا في اداء مجلس النواب.

ثاني هذه الاراء ما قلته انا حول "التقية البرلمانية" نسبة الى مبدأ التقية لدى بعض المذاهب الاسلامية ، قلت هذا الكلام ردا على ما نسمعه هنا او هناك من اجماع هذه الكتلة على هذا المرشح او ذاك. ما يعيب حياتنا السياسية هي تلك "التقية" فقد يؤيد نائب ما مرشحا ما ، ويلتزم بقرار كتلته ، لكنه عند الصندوق ينقلب ويصوت لمن حالفه سرا. كثير من المرشحين في تاريخ مجلس النواب ، توقعوا ان يحصدوا عددا معينا من الاصوات ، وغالبية الذين لم يحالفهم الحظ صدموا ، ليس بعد النجاح وحسب. بل بالنتيجة المفجعة ومن كان ينتظر سبعين صوتا ، او ثلاثين صوتا ، فوجئ بعشرة اصوات على سبيل المثال. اين الذين اقسموا؟ واين الذين وعدوا؟ واين الذين نسقوا؟ اين اختفوا. اعرف مرشحا في احدى الدورات وبعد النتيجة السلبية جلس اسبوعين في مزرعته ، وهو يقرأ سورة الفلق ، من شدة هول النتيجة على رأسه. معنى الكلام ان الاعلانات والاجماعات والتحالفات ، عرضة للتغيير في الساعة الاخيرة قبل التصويت. مهمة المرشح القوي هي تثبيت الحلفاء ، على موقفهم ، قبل حصر الاسماء في ورقة او ذاكرة ، وهذا ما يحترفه بعض المرشحين حقا ، فيذهب الى انتخابات الرئاسة ، وهو يعرف انه فائز بعدد يترواح بين كذا وكذا ، ولا يظنن لحظة واحدة انه سيخرج خاسرا من المعركة ، والمجالي من جهة ، والدغمي المخضرم بلا شك ، اذا استمر حتى النهاية ، امام معركة نفترضها.. معركة عليك ان تقرأها على خلفية ذهنية برلمانية معروفة.. تقول شيئا وتفعل شيئا آخر عند الصندوق.

اخطر انواع القيادة ، هي انك تُشّغل "الغماز اليمين" لكنك تلتف الى اليسار ، فيما يوحي لغيرك انه تكتيك ، لكنه في حقيقة الامر ، مجرد اضاعة للوقت ، وعبث بأهتمام الجمهور الذي مّل من اللعبة وأسسها.. أليس كذلك؟.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات