الضمان في الميدان..

رأيناهم شباباً متحمسين من فرسان الضمان الاجتماعي يجولون المناطق الحرفية في إربد على أقدامهم تحت المطر حيناً، وتحت أشعة الشمس حيناً، يحملون أوراقهم وأجهزتهم الرقمية المحمولة (PDA) يمرون بهذه المحددة وبتلك المنجرة.. بورشة الميكانيك ومنشار الحجر، بالمحال التجارية والبقالات والمطاعم والعيادات والمكاتب والصيدليات.. يتجشمون الصعاب وهم يشرحون لأصحاب العمل والعاملين في تلك المواقع كم هو الضمان الاجتماعي لصالحهم، وكم سينعكس عليهم إيجاباً، وكم سيجنون من ثمار اشتراكهم بالضمان في مستقبل أيامهم وسنيهم..
إنه عمل كبير بكل معنى الكلمة، تحتمه الضرورة والمسؤولية معاً، فهؤلاء الشباب متحمسون للعمل وينجزون الكثير لأنهم مؤمنون بأهميته، وبضرورة أن تشمل مظلة الضمان الاجتماعي كل الشرائح العاملة، وبخاصة الفئات ذات المهن والحرف اليدوية التي هي أحوج ما تكون إلى حماية الضمان، والتأمينات التي يوفرها الضمان لها ضد مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة وإصابات العمل وأمراض المهنة..
سألنا أحد أصحاب العمل في بعض المهن الصعبة: هل تستطيع أن تعالج عاملاً لديك إذا تعرض لإصابة عمل كبيرة..!! أومأ برأسه بالنفي.. الضمان سيتولى عنك هذه المسؤولية إذا أشركت العاملين لديك بالضمان (أجبنا..) وسيدفع عنك البدلات اليومية أثناء فترة تعطل هذا العامل المصاب عن العمل.. وسيدفع له التعويضات والرواتب في حالة العجز..
الضمان اليوم في الميدان، يتابع عملية الشمول وتوسعة الشمول لتمتد إلى كل إنسان عامل، تظلله بمظلة وارفة تحقق له الحماية والأمان والطمأنينة والاستقرار في حياته، ولأسرته من بعده..
ما الذي يجعلنا نتحمس لهذا العمل سوى أننا ندافع عن حقوق العاملين ونتطلع إلى حمايتهم اجتماعياً واقتصادياً، فهذا حق كل إنسان عامل، فأينا لا يتعرض لمخاطر الحياة، وأينا بمنأى عن العجز أو الشيخوخة أو المرض أو إصابة العمل أو الوفاة..!!
نريد للضمان أن يغطي كل مواطن وكل عامل على أرض مملكتنا الحبيبة، تحدِ كبير، لكننا نقبله برحابة صدر، لأننا مؤمنون بأن ما نخطط له ونفعله هو من صميم مسؤوليتنا في مؤسسة الضمان الاجتماعي، ولأجل ذلك ها هم فرساننا في إربد ومن قبل في العقبة الاقتصادية الخاصة، جاهدون من أجل توسعة الشمول بالضمان، لمزيد من الحماية لأوسع شريحة ممكنة من العاملين..
ولأننا مؤمنون بهذه الحماية فسننجح حتماً، وسوف نسبق غيرنا من الدول في تحقيق هدف الحماية الاجتماعية الشاملة بقدر الإمكانات لمواطني المملكة، ولكل منْ يعمل على أرضها.. فتطلعاتنا لإنسان عامل تحت مظلة الضمان الاجتماعي تطلعات إنسانية مشروعة، إضافة إلى أنها ذات مردود اقتصادي واجتماعي إيجابي على الوطن، فمع هذه التوسعة سيتحقق مزيد من الاستقرار في سوق العمل، ومزيد من الانتاج، ومزيد من الشعور بالأمان لدى كل الطبقة العاملة، ومزيد من الإزدهار، ومزيد من التسامح والسلم الاجتماعي، ومزيد من الاستدامة والحيوية لنظامنا التأميني العام..
تأكدوا أننا سننجح، ونعوّل كثيراً في ذلك على تفهّم أصحاب العمل لأدوارهم ومسؤولياتهم، كل في موقعه، فها نحن كضمان اجتماعي في الميدان مع كل الشركاء الوطنيين، نجاهد ونعمل لصالح الإنسان، وها نحن ننظر سعداء إلى مظلة الضمان وهي تكبر وتتسع رويداً رويداً لتشمل كل الأردن.. ولينعم الأردنيون بمظلة وارفة، كشجرة زيتون مباركة نرعاها معاً، نحافظ على بقائها ونقطف ثمارها..ً