حكومة الرفاعي .. لا استرضاء ولاتقبيل للاكتاف!

تم نشره الخميس 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 02:19 صباحاً
حكومة الرفاعي .. لا استرضاء ولاتقبيل للاكتاف!
ماهر ابو طير

كان مُقررا ان يرفع الذهبي الى الملك اليوم الخميس تعديلات على قانون اللامركزية ، الا ان المفاجأة ، كانت استقالة الحكومة.عودة الملك السريعة من سفرته الى باريس ، في ذات اليوم ، برغم ارهاق السفر الذي يمتد الى عشر ساعات ، اعطى احساسا ، بأن في الغيب قصة مقبلة على الطريق.

قابلت الرئيس يوم الاثنين الماضي ، بعيد نشر خبر الفرنسية ، بيوم ، كان مُطمئنا ، وقال ان باب الرئاسة "دوار"استقبله وسوف يستقبل غيره. انتقدنا نادر الذهبي موقعه ، واحتملنا بصدر رحب ، كما يفعل رجال الدولة الحقيقيون ، وهو اذ يرتاح اليوم ، فلا ننسى له الكثير من البصمات الايجابية ، حتى لانبقى نرقص للقادم ، ونتعرض بسوء للمغادر ، على طريقة سائقي التاكسيات حين يُرحبون بالمسافرين ، في قاعة القادمين في اي مطار ، وقد حادثت الرئيس المُكلف في الواحدة والنصف من ظهيرة الامس لسبب اجتماعي ، وكان الوضع طبيعيا ، ولم يوحً بأي اشارة عبر المكالمة حول انه تم تكليفه ، وهذا لايدل على انه لم يكن يعرف ، ومن الطبيعي ان يتحفظ بشأن موقعه المقبل.

هل نسفت رواية الفرانس برس ، فرصة اللوزي بتشكيل الحكومة ، في اللحظات الاخيرة ، وتم تكليف الرفاعي بدلا عنه.هذه رواية بدأ البعض يتداولها ، الرواية غير صحيحة على الاطلاق ، ولهذا احتد اللوزي على نشر اسمه ، فلم يكن مُبلغا برئاسة الحكومة ، واعتبر ان الزج باسمه كان تصرفا غير محسوب النتائج ، والرفاعي كانت عليه العين الملكية خلال الشهور الستة الاخيرة الفائتة ، ولم يكن خارج المدار ، وهو لم يكن بديلا عن اللوزي في اللحظات الاخيرة ، والرجل بقي قريبا من الملك ، وهو لم يكن بعيدا عن القصر الملكي في كل الاحوال.

لايُفيد الرفاعي المدح والمديح ، فالمرحلة واضحة وفقا لخطاب التكليف السامي ، فلا سياسات استرضائية على المستوى الفردي او الجمعي ، للنواب ، الاعلام ، وبقية الفعاليات ، هناك فقرة كاملة تقول..(فنحن نريد حكومة تعمل بثقة وشفافية وبروح الفريق لخدمة الصالح العام ، من دون تراخْ أو تباطؤ تحت وطأة الخوف من اتخاذ القرار أو حسابات الشعبية الآنية ، أو سياسات الاسترضاء التي أضاعت على وطننا في الماضي الكثير من فرص التميز والتطور والتغيير الايجابي الذي يمكننا من مواكبة روح العصر ومتطلباته)...معنى الكلام واضح ، فالعرقلة التي قد يمارسها افراد او مجموعات ضغط ، كالنواب ، او من يُطلقون نيرانهم يمنة وشمالا ، لن يكون مسموحا باستمرارها ، تحت وطأة المجاملة الزائدة او الترغيب او الترهيب.في الافق حديث عن قوانين اعلام جديدة ، لاتؤثر على حرية التعبير ، لكنها تعيد ترتيب كثير من القضايا ، بعد عواصف الاغتيالات وتشويه السمعة التي يمارسها بعضنا.

ستعتمد الحكومة مبدأ الجدول الزمني لكل وزارة ، لن يكون مقبولا نوم الوزراء في العسل ، باعتبار ان الامور "ماشية".فخطاب التكليف يحمل رسائل كثيرة على اعتراضات ملكية بشأن قضايا الداخل والعرقلة وتأخر الاصلاحات ، وقضايا اقتصادية.

الحكومة سُتعلن الاسبوع المقبل ، وهناك توقعات بأن يأخذ التغيير مداه باتجاه مواقع اخرى ، خلال الفترة المقبلة ، ومن اراد ان يعين الحكومة على مهمتها ، فليعرف ان تقبيل الاكتاف لن يكون مناسبا ، امام قضايا البلد وتحدياته ، وان مشاكل الناس بلغت مبلغا ، لاينفع معه ، الهروب من المشاكل نحو حضن الاشخاص.

تُصبحون وتُمسون على وطن آمن مزدهر وعظيم ايضا ، بتاريخه وشعبه وأمله بالمستقبل.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات