إيران وحدود العراق !

هكذا بدأت الحرب العراقية /الإيرانية: اجتياحات حدودية صغيرة، إلقاء قنابل في جامعة المستنصرية!!. لكن دخول جنود إيرانيين إلى حقل ''الفكة'' النفطي، والمرابطة على أحد الآبار، ورفع العلم الإيراني عليه لن يؤدي إلى صدام عسكري لسبب بسيط هو أن العراق غير قادر على الدفاع عن حدوده كما كان عام 1979، كما ان الأميركيين لا يجدون أن من واجبهم الدفاع عنها، لأن الاحتلال انتهى رسميا، ولأن الجيش الأميركي أعلن عن موعد انسحابه من العراق!!.
لقد طلبت حكومة المالكي من طهران سحب جنودها من الحقل النفطي العراقي، وكما هو متوقع فإن حكومة طهران تنفي انها دخلت الأراضي العراقية. ومن الممكن ان يبقى الجنود الإيرانيون يتقدمون داخل الحقل النفطي حتى احتلاله بالكامل، وتبقى الحكومة العراقية تطالب إيران بالانسحاب، فيما تنفي طهران دخول أي جندي من جنودها إلى الأراضي العراقية.. وربما قدم العراق شكوى إلى مجلس الأمن لكن ذلك لن يغير الكثير، فهذا التحرش الإيراني هو تحرش سياسي بالولايات المتحدة ليس الهدف منه الصدام العسكري، فطهران معنية بالمعارك السياسية والإعلامية.
العراق غير قادر على الصدام. لا السياسي ولا الإعلامي ولا العسكري مع إيران. وهو لا يستطيع استقطاب القوى العربية بالطريقة التي استقطب بها صدام حسين امارات الخليج والسعودية واليمن والأردن. لأن المالكي ليس صداما، ولأن علاقات العراق بالدول العربية علاقات غير واضحة، ولا نظن أحدا منها يغامر بدخول حرب على دولة ليست معنية بالحرب!!.
كان من الممكن عدم إعلان بغداد على الاقتحام العسكري الإيراني لحدودها، ورفع العلم الإيراني على بئر نفط.. وإبقاء الأمر بين ''الأصدقاء'' لحل المشكل على السكت. لكن الذي يبدو ان الاقتحام الإيراني للحدود ليس الأول، وأن رفع العلم الإيراني على آبار نفط عراقية لم يحدث لأول مرة،، وكذلك خرج الصوت العالي من وزير الدولة العراقي لشؤون الأمن.. وأعلن عن اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني الذي يضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والمالية.. إلى جانب رئيس الوزراء.
أسوأ ما في الوضع العراقي هو ضعف جيشه، ووضعه الداخلي القلق غير المتماسك، وعلاقات إقليمية ودولية غير مرتبة. فالمفروض أن تكون إيران مدافعة عن الوضع العراقي، وعن حدود العراق وعن نفط العراق، بدل ان تنضم الى القوى التي تستهدف هدم دولة العراق بعد ان هدمها الأميركيون، وتهز أمنه بالعنف من الداخل!.