المبادرة النيابية والحكومة .. ماذا بعد ؟

تم نشره الأحد 27 تمّوز / يوليو 2014 12:31 صباحاً
المبادرة النيابية والحكومة .. ماذا بعد ؟
د. فطين البداد وفي الخلفية منسق المبادرة الحمارنة ورئيسها سعد السرور ورئيس الحكومة

عندما يقول وزير الصناعة والتجارة الأردني - نأخذه مثالا وليس للحصر - : إن الأردن تخطى أزمة اقتصادية خانقة إلى توازن اقتصادي ، فإن هذا بحاجة إلى تمحيص .

لا نريد من الحكومة أو من الوزير الحلواني أو من وزير المالية ، أن يتحفونا بأرقام صماء عن توازن وعن نمو وما إلى ذلك ، نريد منهم جميعا أن يقولوا لنا بماذا انعكس هذا التوازن الإقتصادي الذي يتحدث عنه الوزير ، وأرقام النمو التي يتحدث عنها وزير المالية ، على المواطن الأردني ومستوى معيشته ؟.

لقد قيل كلام كثير في اللقاء الذي جمع الحكومة مع أعضاء المبادرة النيابية الأسبوع الفائت ، وتحدث الوزراء المعنيون ، كل عن وزارته ، وتسلم كل وزير ورقة ختامية " ملف " فيها توصيات ورؤى لكل وزارة على حدة ، ولكن آلية التنفيذ لا زالت مجهولة .

لا نريد أن يفهم بأن المبادرة النيابية هي فصل لجسم مجلس النواب ، أو أنها مجلس نواب مواز للمجلس الأصلي ، خاصة وأن كثيرين غير منضوين فيها ، إلا أننا نعتقد جازمين ،بأن المبادرة النيابية هي من أبدع ما أنبته الجسم النيابي الأردني عبر تاريخه ، إذ إنه ولأول مرة ، تتم شراكة حقيقية بين الحكومة وبين نواب ، وينتج عنه هذا العمل الإيجابي باعتراف وزراء السياحة والنقل وغيرهم ، ولا زلنا ننتظر المزيد .

إلا أن ما استهللت به مقالتي لهذا الأسبوع ، ينعكس على مختلف الوزارات : فبالإضافة إلى ما قاله وزير الصناعة عن أن الإقتصاد بدأ بالتوازن بعد الأزمة ، فإن وزير المالية أثنى على المبادرة معتبرا بأن التعاون بينها وبين الحكومة جعل من عجز الموازنة لهذا العام أقل من المستهدف ، مما يشي بأن أمرا ما قد حدث ، وهكذا فعل وزير الطاقة الذي كشف في الإجتماع أن الإحتياطي الكهربائي الآن هو 15 % بعد أن كان منذ بداية العام 2012 صفرا ، وعليه قس ما قيل عن الوزارات المختلفة الأخرى ومنها الأشغال والصحة وغيرهما .

ولأن الدستور فصل السلطات تفصيلا ، فإن تدخل المبادرة في عمل الحكومة ، ظاهريا ، يعتبر تدخلا في عمل السلطة التنفيذية ، إلا أنه - في الواقع - يدخل في صميم العمل البرلماني الرقابي والتشريعي ، وهو أمر تقبلته الحكومة ورئيسها الدكتور النسور ، بعد أن قيل كثيرا عن أن الحكومة تنأى بنفسها عن المبادرة والمبادرين إليها ، وهو ما ثبت ضده ، حيث تسلم النسور الملفات ، ووزعها على وزرائه .

إذن : كان هناك حكومات تغرد وحدها ، وبرلمان يغرد وحده ، وجاءت المبادرة النيابية ترسيخا لما طلبه الملك من شراكة حقيقية بين البرلمان والحكومة لدفع عجلة التنمية عبر استراتيجية واضحة ومحددة الزمان ومعروفة الآليات ، ولأن النواب الذين تبنوا هذه الفكرة ، فكرة المبادرة النيابية التي انضوى تحتها عدد كبير من أعضاء المجلس ، مخلصون ويدأبون في العمل ويبحثون عن إنجاز ، فقد اقتنعت الحكومة بهم وبمبادرتهم ،رغم أنه لا يلزمها لازم بذلك .

لقد جلس أعضاء المبادرة للحكومة على " ركبة ونص " كما يقال ، وتقبلت الحكومة هذه الجلسة ، ومن أجل ذلك : فإن كل الإستراتيجيات التي رسمت بالإشتراك وسلمت للوزراء بيد الرئيس نفسه ، مسؤولة عنها الحكومة والنواب أعضاء المبادرة ، لأن أي فشل هنا سيكون فشلا للطرفين ، وهذه أول مرة في تاريخ الأردن يشترك فيها النواب والحكومة في التخطيط والتنفيذ والرقابة معا ، إذا أردنا أن نقرأ المبادرة ومخرجاتها بحسن نية .

دعونا ننتظر هذا الإبتكار في العمل المشترك ، ونأمل أن ننجح ، لأن ما قاله وزير الصناعة الذي تناولت تصريحه بداية هذه المقالة لن يكون ذا وزن واعتبار إلا إن أحس المواطن العادي بتحسن ظروفه وأحواله ، وإلا فإن كل هذه الخطط والإجتماعات والمبادرات لن تكون سوى " حكي فاضي " ! .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات