ما علاقة الأردن بغزة ؟

تم نشره السبت 02nd آب / أغسطس 2014 11:28 مساءً
ما علاقة الأردن بغزة ؟
د. فطين البداد وفي الخلفية خريطة المملكة الاردنية الهاشمية وغزة

لعل الجماهير الأردنية الحاشدة التي خرجت من أجل غزة يوم الجمعة ، وقبلها في أيام متتاليات ، كانت رسالة هامة مضمونها أن هذا الشعب العظيم لن يكون في أي يوم من الأيام على عتبة لا تفضي إلى داخل البيت القومي والعروبي ، فما بالك وغزة على تماس مع العزة والكرامة ، والصمود الأسطوري الذي يحاكي الأردنيين وشهامتهم وسجيتهم ؟ .

خرج الأردنيون والأردنيات نصرة لغزة ، لإدراك الشعب الأردني ، العروبي بطبعه ، والإنساني بسجيته ، بأن هذا العدو المجرم الذي لم يقو على المقاومة فانتقم من الشعب ، شأن الجبناء ، لن يتورع أن يفعل ما فعل بأي شعب عربي آخر ، وما نحن - الأردنيين - بنظر هؤلاء الرعاة - سوى أعداء خطرين ، همجيين ، أعراب جهلة ، ويكفي أن يلقي المرء نظرة على أدبياتهم ومناهجهم ليدرك أن العربي ، أيا كان ، لا يرقى إلى مرتبة البشر ، ويجب احتقاره وقتله وطرده والخلاص منه طفلا وامرأة ورجلا وشيخا ، وليس ما يجري في غزة سوى صورة مصغرة من صور شتى يشترك فيها العرب من محيطهم لخليجهم .

إن الوقوف مع غزة ، لا يعني الوقوف مع حماس أو مع الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية وغيرها ، بل يعني الوقوف مع النفس ، وإدراك حقيقة تجلت خلال العدوان : أن الإرادة أقوى من الحديد ، والقناعة أقوى من العتاد ، وها هي معركة الكرامة حاضرة تتكرر في غزة ، وأن بإمكان قلة قليلة محاصرة منذ ثماني سنوات ، أن تفعل ما لم يفعله العرب جميعا في كل حروبهم ، باعتراف الإعلام و الخبراء الإسرائيليين أنفسهم ، ومن أجل ذلك ، فإنه لا يجوز أن نتوقف - كأردنيين - عند توقف الحرب ، بل يجب الإعداد رسميا وشعبيا لمعركة قد تكون قادمة ، فالذي يأمن هؤلاء الصهاينة لم يقرأ التاريخ ( أتحدث عن الصهيونية وليس اليهودية كدين ) والذي يركن إلى قوى دولية لا يعرف بأن العالم يتحرك بالمصالح وليس بالعواطف ، وإنه آن الأوان لدعم إضافي غير محدود لجيشنا العربي ، ولإعادة خدمة العلم وفورا ، وآن الأوان لإعداد جيش شعبي قوي رديف ، ذي عقيدة صارمة : بأن الخطر الحقيقي على الأردن ليس سوى هؤلاء الصهاينة ولا أحد غيرهم .

الأردن ، شعبا ، يرتبط بغزة ، بحكم الدم والقربى ، والأردن ، نظاما ، يرتبط بغزة بحكم الدم والقربى أيضا : أوليس اسمنا " المملكة الاردنية الهاشمية " ؟ .

إنها غزة هاشم ، فقد مات هاشم الذي ننتسب إليه في غزة !.

 

د. فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات