لا خير من الديكتاتوريات!

تم نشره الأحد 03rd كانون الثّاني / يناير 2010 01:18 صباحاً
لا خير من الديكتاتوريات!
طارق مصاروة

يعجب المشاهد المتابع للنشرات الاخبارية على شاشة التلفزيون، لهذه الاعداد الهائلة من المحتجين في شوارع طهران، ولحجم القمع المسلح للحرس الثوري وبقية المؤسسات الأمنية. فقد استطاع نظام الملالي الايراني وانصاره في المنطقة أن يمرر في عقول الناس طيلة ثلاثين عاما أنه نظام شعبي مطلق. وأن هناك اجماعا على ولاية الفقيه ودوره الحقيقي داخل النظام باعتباره يحكم بسلطة الله، وأن الانتخابات على كافة مستوياتها تصبح نتائجها شرعية بموافقته. فرئيس الجمهورية لا يكون رئيسا، رغم انتخابه، إلا إذا اصدر المرشد قرار توليته مع تقبيل اليد. ومرشح البرلمان يجب اقرار ترشيحه قبل الانتخاب، وبعد اعلان النتائج يكون البرلمان هيئة استشارية.. فقط!!.

.. لقد غطى نظام الملالي نفسه، حتى حين كان يخوض الحروب مع الجيران المسلمين، إنه كان يريد تحرير القدس وأن نظام صدام حسين منعه من الوصول الى اسرائيل، وإن تشجيع الاميركيين على غزو العراق، انما هو عدالة ربانية نزلت بالطاغية. وان تعاون الاحزاب والمنظمات التي تتمتع برعايته التامة مع الاحتلال هو شأن عراقي وأن المقاومة هي القاعدة والسنـة، وأن أي اعتداء اميركي أو اسرائيلي على المعامل النووية الايرانية تعني ضرب الدول العربية على الخليج واغلاق بوابة هرمز. وان احتلال الشاه للجزر الاماراتية العربية الثلاث هي وراثة حلال للجمهورية الاسلامية. وأن لعبة الشيعة والسنـة هي لعبة مسموحة طالما أنها مصلحة من مصالح النظام!!.

لم يقبل الرأي العام في هذه المنطقة تظلمات مجاهدي خلق من قمع النظام. وأن هناك اسماء وعناوين وصور مئة وعشرين ألف ايراني تم اعدامهم لأنهم منافقون من المجاهدين. وأن هناك ملايين الايرانيين الذين غادروا وطنهم هربا بعقيدتهم وحريتهم..

لم تقبل المنطقة أي كلمة تمس نظام الملالي في طهران لأن هناك اعتقادا صارما بأنه نظام شرعي بالمطلق لأن هناك مظاهرات بالملايين في الشوارع، ولأن هناك شعارات كبيرة، وقنابل نووية، وجنودا يمشون مشية الاوزة الهتلرية. وفوجئ الناس وبشكل كبير أن شوارع طهران تنتج أيضا مظاهرات كبرى تندد بالديكتاتور، وأن الحرس الثوري يستطيع قتلهم في الشوارع. وأن محاكم خلخالي التي لم يعد احد يريد تذكرها، تعود لتحاكم رئيس الجمهورية السابق، ورئيس الوزراء الاسبق الذي بقي رئيسا عشر سنوات، ولرئيس البرلمان السابق. ولوزير الخارجية الاسبق.. فهؤلاء منافقون، لأنهم يحتجون داخل النظام.. فلا أحد من هؤلاء جاء من دهاليز السي آي ايه، أو على ظهر دبابة أميركية أو بريطانية. ومع ذلك فاستعدوا للمحاكمات!!.

لقد مررت الاجهزة النازية على شعوب منطقتنا بالذات أن نظام هتلر لم يقمع أحدا، ولم يحتل أحدا، ولم يتسبب في قتل 20 مليون سوفياتي، ولم يفرض على أوروبا إرهاب القوة الغاشمة.. فقط لأننا اقتنعنا بأنه ضد بريطانيا المستعمرة، وضد الصهيونية. ولو أدركنا أن النازية الهتلرية هي التي أعطت الاستعمار الاوروبي قوته في بلادنا وآسيا وافريقيا.. وأنها هي التي سهلت للصهاينة اقامة دولتهم في فلسطين، لو ادركنا ذلك لما تحمسنا لنظام قمعي ارهابي دموي.. لأنه كان يضحك علينا بالكلام!! فلا خير من الديكتاتوريات مهما كانت شعاراتها. ولنعود الى تاريخنا الحديث!!.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات