إجراءات أميركية لكشف الكراهية

تم نشره الجمعة 08 كانون الثّاني / يناير 2010 02:11 مساءً
إجراءات أميركية لكشف الكراهية
د. مهند مبيضين

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وجه مثقفون أميركيون رسالة إلى الرأي العام العربي والإسلامي كانت تتعلق بالحرب على الإرهاب وضرورتها وعدالتها، ويومها وقّع الرسالة 60 مثقفاً من المثقفين والأكاديميين ذوي النفوذ في الدراسات الأخلاقية والدين والسياسات العامة في الجامعات الأميركية ومراكز الفكر والمنتديات.

الرسالة كانت تصنف من ضرب \"أدب الحرب\"، ولم تكن تشبهها رسالة سبق أن تورط بها مثقفون في تبرير سياسة الحروب. والمصادر التاريخية في سياق البحث عن ذاك الضرب من أدب الحرب لا تشير إلا إلى ما يسمى بالمطالعة وهي لا توضح المقصود لكنها تفيد أن مطالعة أحد الشيوخ لمّا وصلت لمفتي دمشق العام 1516 \"قرئت وبعدها ضجت الشام\". ولا شك أن ثمة حوارا جرى بين مثقفي الإمبراطورية العثمانية ومثقفي بلاد الشام ومصر عبر رسائل أخرى، لكن الثابت أن هناك نوعا من أدب البشائر الذي صور الدخول العثماني إلى بلاد الشام بأنه فتح جديد.

 رسالة مثقفي الإمبراطورية الأميركية لتبرير الحرب تعود اليوم للواجهة بسبب إجراءات الفحص المتشددة التي بدأت تطبقها المطارات الأميركية تجاه مسافري عدد من دول الشرق أوسطية، ومع أن عنوان الرسالة كان  \"من اجل ماذا نحارب؟\"، معبرة آنذاك عن صوت أميركا الثقافي تجاه مبررات الحرب على أفغانستان والإرهاب ومسوغاتها عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) إلا أن ما يجري اليوم يؤكد أن التبرير والإقناع في جدوى الحرب لم يقطف ثماره، وأن الإحساس بتنامي الكراهية نحو أميركا يتضاعف.

ما كان يعتبر قبل سنوات على أنه انتصار ثقافي بالغ الأهمية للحرب،  يدفع المفكرين والأدباء الأميركيين إلى التوجه إلى من هم خارج الولايات المتحدة لإقناعهم بغايات دولتهم السياسية، فإنه يؤكد أنه ومع وجود الرئيس باراك أوباما فإن الحال لم يتغير وأن الكراهية باطراد.

التفتيش بعمق على كل مسافر بما يقتحم جسد الداخل لأميركا لن يهرب منه أحد من جهة الدول المستهدف زوارها، لكنه يؤكد أيضا الفشل الأميركي في تحقيق نصر أو فتح امبرطوري ينهي وصول الغزاة أو البرابرة الذين توقعهم فرانسيس فوكاياما في كتابه نهاية التاريخ.

مضمون الرسالة المشار إليها أعلاه تحدث عن الغاية الأخلاقية التي تبرر الحرب، وهي حرب شنت على دول المنطقة بأكملها، ويومها كانت القاعدة في بلد أو بلدين أو ثلاثة بالأكثر، اليوم بات الوضع معقدا وفرخت القاعدة أجيالا وساحات جديدة، وما يحدث اليوم من تفتيش معمق يؤكد فشل ما ذهبت إليه الإمبراطورية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات