حوار مع الحمزاوي: الجدار العازل إنشاءات هندسية أيضا!

تم نشره الأحد 17 كانون الثّاني / يناير 2010 01:35 صباحاً
حوار مع الحمزاوي: الجدار العازل إنشاءات هندسية أيضا!
ياسر ابو هلالة

كان يتوقع من كاتب يعرّف نفسه ليبراليا، أن يكون له موقف حاسم من الأصوات العنصرية تماما، كالموقف من جريمة الحصار على غزة، من دون اعتبار للحساسية الوطنية التي لا تقر بها الليبرالية، وجوهرها أن الإنسان الفرد هو القيمة العليا لا الوطن أو القومية أو المذهب. إلا أن الكاتب عمرو حمزاوي لا ينفك يفاجئنا سواء في ما كتب ابتداء أو في ردوده على القراء والتي أعاد فيها تكرار مواقفه.

أطرف ما في ردوده هو تكرار مقولة "الإنشاءات الهندسية" بحسب قاموس الصحافة "القومية المصرية"، وهي مقولة لو أخذت بها محكمة العدل الدولية لأقرت الجدار العازل الذي يمزق أرض الضفة الغربية. وحتى سجن غوانتنامو، والسجون السرية إنشاءات هندسية.

وكنت أتمنى على الباحث في كارنيجي أن يزور غزة لغايات بحثية (وتضامنية أيضا!) حتى يتأكد أن الجدار ليس سوى مشرط يقطع شرايين الحياة، وهو التعبير الذي استخدمته تقارير الأمم المتحدة في وصف الأنفاق.

يخلص الكاتب في دفاعه إلى "إلا أنني انتهيت برفض الخلط بين الانتقاد المشروع لموقف الحكومة المصرية من قافلة شريان الحياة والنشطاء الأوروبيين، وبين تأمين الحدود كعمل سيادي أراه مبررا أو السماح المقبول من وجهة نظري لمواطنين إسرائيليين ومنتمين للديانة اليهودية من دول أخرى بالاحتفال بمولد أبو حصيرة على الأرض المصرية، وهو ما تصادف تواكبه زمنيا مع أزمة شريان الحياة".

تأمين الحدود في القانون الدولي يعني فتحها أمام الحركة الطبيعية للأفراد والبضائع. وفي حال الكوارث والحروب يتم تجاوز كثير من الاعتبارات السيادية المشروعة مثل التأشيرات والجمارك وغيرها، وما حصل في غزة العكس تماما وهو فرض حصار ظالم (بحسب ما يصفه الكاتب) وهو من جانبين مصري وإسرائيلي. بلا سند قانوني أو أخلاقي.

لم يسبق في التاريخ البشري أن مورس عمل سيادي كهذا،مع أن العالم شهد أنظمة غير مقبولة دوليا مثل نظام الإمارة الإسلامية في أفغانستان ونظام صدام حسين ونظام كاسترو وغيرهم. لا يجوز استخدام الفلسطينيين رهائن يُضغط عليهم لتحقيق برنامج سياسي يتعلق بالتسوية أو الوحدة الوطنية.

أثناء كتابة المقال كان طفلي (وهو غير فلسطيني بالمناسبة) وعمره 7 سنوات يلعب مع شقيقته 4 سنوات من خلال طائرة تنقل المساعدات إلى غزة. لم أشأ أن أخرب اللعبة وأقول له إن استخدام الأجواء محرم على غير طائرات العدوان، وتركته يعبر عن فهمه الفطري للقانون الطبيعي.

ما كانت جريمة الحصار لتتواصل لو نظر العالم إلى الفلسطينيين بوصفهم بشرا طبيعيين، فإن كان من حق اليهودي أن يصل إلى مقام أبو حصيرة، فمن حق الفلسطيني أن يصل إلى كنيسة المهد والمسجد الأقصى حتى لا نقول مقام الحسين في القاهرة!

ذلك ليس بحثا علميا قابلا للاجتهادات المتباينة، بل موقف أخلاقي، لا يقبل أدنى من التضامن مع الضحية قولا وفعلا، تماما كالإنكار على الجاني، ولو كان من بني وطننا الذي تحول إلى قبيلة "غزية" لدى بعض الليبراليين وشعارهم "إن غوت غويت". 

yaser.hilala@alghad.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات